خواطر من كتاب : اليمن الجنوبي ( منذ 1937م وحتى قيام دولة الحزب )

خواطر من كتاب : اليمن الجنوبي ( منذ 1937م وحتى قيام دولة الحزب )

للدكتور : محمد عمر الحبشي

إعداد : عبدالله أحمد الباكري

binbakry@hotmail.com

·       صنعاء تعتبر منذ بداية القرن العشرين جزءاً لا يتجزأ من التراب اليمني وتطالب بعودتها ، ولندن ترفض بدورها هذا المطلب كلياً0

·       عندما بدأ مشروع أمارات الجنوب العربي اعترض الإمام الشيعي الزيدي على توحيد الإمارات في ظل سلاطين شوافع في الجنوب لأنه يخشى قيام حركة انفصالية لصالح الإتحاد وهذا بالفعل ما كانت تريده بريطانيا0

·       كما أن اكتشاف البترول في الجنوب بشبوة وعلى مقربة من الشمال أثار  أطماع الإمام كما أثار شهية الشركات الإنجليزية والأمريكية0

·       لقد نجحت حكومة صنعاء أكثر من مرة في إعاقة السياسة الإنجليزية في القسم العربي من المحمية بسبب الدعم المالي التي كانت تقدمه للعناصر المتمردة ضد السلطات المحلية إلا أنها لم تتوصل إلى حد إشعال ثورة كاملة 0 لذلك كان مصير الإتحاد الجنوبي يتوقف على حل يحسم بين الطرفين ( الإنجليزي والإمام)0

·       في عام 1918م استقلت اليمن الشمالي من تركيا ومنذ هذا التاريخ وهي تطالب بحق التصرف الكامل في الجنوب بما تعتبره جزءاً من ترابها الوطني0

·       كان الخلاف بين بريطانيا واليمن الشمالي يتركز في أن اليمن الشمالي يؤكد على تاريخ المنطقة قبل الإحتلال البريطاني وأن الأمور يجب أن تعود كما كانت بينما بريطانيا تستدل بالمعاهدات الموقعة بينها وبين سلاطين ومشايخ المنطقة ،، كما أن بريطانيا تؤكد بأن الشمال لم يكن له سلطة على الجنوب في آخر قرنين من الزمان 0

·       من الناحية التاريخية بقيت اليمن حتى أوائل القرن الثامن عشر تمارس نوعاً من الإشراف على هذه المنطقة باستثناء حضرموت التي انفصلت عن طريق بدر أبو طويرق الكثيري 0

·       في عام 1728م استولى السلطان العبدلي على لحج وعدن وأعلن الإستقلال الذاتي عن السلطة المركزية في صنعاء وهكذا فقد تلاشت سيطرة صنعاء تدريجياً على المنطقة حتى كادت تزول تماماً في عام 1839م عند قدوم شركة الهند الشرقية إلى عدن ثم قدوم بريطانيا0

·       على الرغم من تلاشي السلطة اليمنية فإن سكان المنطقة بقوا تحت ظل السيطرة الروحية للإمام – على الأقل – خلال فترة من الزمن0

·       في عام 1872م احتل الأتراك اليمن الشمالي من جديد وطالبوا بالمقاطعات التسع التي أصبحت تحت الحماية البريطانية0

·       في عام 1923م عرضت بريطانيا على الإمام عرضاً بأن تعترف للإمام بسيادته على لحج وحضرموت لقاء ميثاق صداقة يعترف لإنجلترا بمركز ممتاز من ناحية العقود والمشاريع التجارية ،، وقد رفض الإمام هذا العرض0

·       في عام 1926م عقد الإمام معاهدة مع موسيليني بغية كسر العزلة أولاً ثم الحصول على السلاح إلا أن الإنجليز الذين أحسوا بخطر تسرب الفاشية إلى المنطقة حاربوا الإمام حتى أجلوه عن بلاد العوذلي تماماً0

·       ظهور خلاف جديد لليمن في شماله في حرب مع النظام السعودي عام 1933/1934م انتهت بقدان اليمن لأمارة عسير لمصلحة السعودية وقد استغلت بريطانيا هذه الهزيمة للإمام وعقدت معه معاهدة عام 1934م0

·       تنص الإتفاقية ألا يتكلم الشمال بشأن الجنوب لمدة أربعين سنة أي حتى عام 1974م وقد كانت بريطانيا تهدف من هذا الشرط إلى جعل دولة الجنوب دولة مستقلة قبل هذا التاريخ حتى تضمن ولاء أمرائه أولاً في دول الكومنولث 0 وبالفعل قد استقل اليمن بعد خمسة وعشرين عاماً ولكن على غير ما خططت بريطانيا فقد فشل مشروع أمارات الجنوب العربي وتلقف البلاد ثلة من الشيوعيون 0

·       في عام 1963م صرح مندوب الشمال أمام الجمعية الوطنية للأمم المتحدة بأن حكومته تطالب بإعطاء شعب الجنوب حقه في تقرير المصير وفي الإستقلال ، فرد عليه مندوب الحكومة البريطانية : إن اتحاد الجنوب العربي يلبي رغبة سكانه وهؤلاء لا يملكونأي رغبة في الإتحاد مع اليمن 0

·       وجهة نظر بريطانيا : كانت بريطانيا تدعي أن الجنوب متطور سياسياً واجتماعياً واقتصادياً أكثر من الشمال وفي مثل هذه الشروط كانت تعتبر توحيد الجنوب والشمال فيه غبن للجنوب 0

·       وخطأ هذه النظرة أن هذا التطور المزعوم منحصر في عدن فإذا استثنينا عدن فإن أحد المراقبين الإنجليز يقول : على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي لا مجال للتمييز في المستوى بين المحمية وبين اليمن فكلاهما متخلف عن العصر بما يعادل قرناً من الزمان

·       تنقسم المحمية الشرقية ( المهرة وحضرموت ) إلى ثلاثة أقسام :

·       1- منطقة صخرية رملية كثيرة الجفاف تكثر فيها المياة الجوفية والواحات حيث يوجد خليط من المزروعات الأفريقية والهندية0

·       2- منطقة السلاسل الجبلية المتوازية0

·       الوديان الداخلية المروية بواسطة الينابيع الغزيرة وأكبر هذه الوديان هو وادي حضرموت0

·       في عام 1954م لجأت اليمن إلى الجامعة العربية وبحكم أنها من المؤسسين استغلت هذا الوضع وطالبت دعمها خاصة فيما يتعلق حول قضية ( شبوة ) حيث اكتشف البترول حديثاً تشكل من الناحيتين التاريخية والجغرافية جزءاً لا يتجزأ من أرض اليمن0

·       أما بريطانيا فادعت أن شبوة جزءاً من حضرموت وقد أصبحت بموجب اتفاق عام 1951م منطقة مجردة من السلاح بعد سلسلة طويلة من الإشتباكات العنيفة بين القوى اليمنية والقوى المحلية الخاضعة للنفوذ البريطاني0

·       عندما أعلنت بريطانيا تشكيلها للإتحاد ( الجنوب العربي ) ذهبت اليمن إلى الجامعة العربية في شباط 1959م حيث صرح الأمين العام بـ دعمه لليمن مقابل نوايا بريطانيا قائلاً : جميع دول الأعضاء سوف يتعاونون على تفشيل المخطط البريطاني الرامي إلى إنشاء اتحاد دويلات جنوب الجزيرة العربية0

·