يقول
طه حسين في المقدمة
إنه لا يحب المتنبي
ولا يحب شعره ويقول : لعله بعيد كل البعد عن أن يبلغ منزلة الحب والإيثار ، ولقد
أتى علي حين من الدهر لم يكن يخطر ببالي أنني سأعنى بالمتنبي أو أطيل صحبته 0
البيئة
السياسية في القرن الثالث الهجري
الثورات التي قامت في
القرن الثالث الهجري من البابكية في أوله إلى الزنجية في وسطه إلى ثورة القرامطة
في آخره كانت تقصد إلى تغيير الحياة الإقتصادية بحيث تعيد توزيع الثروات بين الناس
0
في هذا العصر الذي
نحن بإزائه عظمت الشخصية الفردية حتى انتهت من القوة إلى حد لم تبلغه قط في
التاريخ الإسلامي وضعفت قوة الجماعة حتى كادت لا تكاد تكون شيئاً يذكر 0
كفى بجسمي نحولاً أنني رجل لولا مخاطبتي إياك لم ترني
هنالك خصلتان اثنتان
يكاد شعر المتنبي يعرف بهما ، يسرف فيهما حتى يفسد شعره ويقل منهما فيجمل شعره
ولكنه لا يكاد يخلص منهما في وقت من الأوقات :
1-
المطابقة : يحبها المتنبي أشد الحب ويستخرج منها فنوناً
رائعة من الجمال والبهاء 0
2-
المبالغة : التي يعمد إليها المتنبي دائماً وخصوصاً في مدحه ورثائه 0
يسرف فيهما إن
استعصت عليه القريحة ويقتصد فيهما إن واتاه الطبع
طفولة
المتنبي
1-
طفولة المتنبي
لم تكن عادية مألوفة وصباه لم
يكن صباً عادياً مألوفاً 0
2- يلمح طه حسين إلى أن
مولد المتنبي كان شذوذاً ولم يكن سليماً ويقول : هذا كله يكفيني لأقتنع أن مولد
المتنبي كان شاذاً وبأن المتنبي أدرك هذا الشذوذ وتأثر به في سيرته كلها ، ولكنه
لم يستطع أن يلائم بين نفسه الشاذة وبين البيئة الكوفية التي كان يراد له أن يعيش
فيها 0 – مع المتنبي ص 25 –
طبيعة المتنبي
-
قوي الحس و حاد المزاج عنيف النفس مندفعاً إلى الغلو
والإسراف 0
-
عندما رأى المتنبي بغداد زاد حنقه على النظام الإجتماعي
فيها
-
قصة البطيخ التي زرعت حب المال في نفس المتنبي 0
أبيات للمتنبي
أحيا وأيسر ما
قاسيت ما قتلا
|
والبين جار على
ضعفي وما عدلا
|
لولا مفارقة
الأحباب ما وجدت
|
لها المنايا إلى
أرواحنا سبلا
|
عل الأمير يرى ذلي
فيشفع لي
|
عند التي صيرتني في
الهوى مثلا
|
ترابه في كلاب كحل
أعينها
|
وسيفه في خباب يسبق
العذلا
|
هو الأمير الذي
بادت تميم به
|
قدماً وساق إليها
حينها الأجلا
|
لما رأوه وخيل
النصر مقبلة
|
والحرب غير عوان
أسلموا الحللا
|
وضاقت الأرض حتى
صار هاربهم
|
إذا رأى غير شيء
ظنه رجلا
|
وقال أيضاً :
وعذلت أهل العشق
حتى ذقته
|
فعجبت كيف يموت من
لا يعشق
|
وعذرتهم وعرفت ذنبي
أنني
|
عيَرتهم فلقيت فيه
ما لقوا
|
- أسوأ شعر المتنبي هو سينيته في مدح ابن زريق وقد أطهر فيها
مبالغة واضحة وتعد على الدين :
لو كان ذو القرنين
أعمل رأيه
|
لما أتى الظلمات
صرن شموسا
|
- ولد سيف الدولة
الحمداني في نفس السنة التي ولد فيها المتنبي ، وهذا يذكرنا بمثل هذه المتماثلات
بين العظماء فطه حسين ولد في عام 1889م وهي نفس السنة التي ولد فيها العقاد
وعبدالرحمن الرافعي وهتلر ، كما أن جان جاك روسو وفولتير توفيا في نفس العام 1788م
وأحمد شوقي وحافظ ابراهيم توفيا في نفس العام 1932م 0
لم يكن المتنبي حلو
الروح ولا خفيف الظل ولا جذاباً وإنما كان مراً غليظ الذوق في أوقات الدعة والفراغ
0
* عندما بدأ الشاعر
في مدح التنوخيين بدأت أمارات الفحولة تطرق إلى ذهن المتنبي فينساب الشعر منه
سهولة وبساطة بدون كدح أو عناء ، فبدأت البشائر بقوة الشاعر ولاحت الطلائع
المنبثقة بنبوغه 0
* المتنبي لم يضف إلى
فنه القديم شيئاً جديداً فضلاً من أن يضيف إلى الشعر لوناً جديداً لم يسبقه غيره
من الشعراء فهو شاعر مقلد ينتهج نهج المتقدمين عليه وخصوصاً نهج أبي تمام 0
* تعليق جميل من
الدكتور طه حسين ص 123 ص 124 على همزية المتنبي 0
* من أجمل قصائد
المتنبي لاميته الذي وصف فيها صراعاً بين بدر والأسد ( جمال وروعة في هذه القصيدة
وترى فيها فتوة وقوة ) 0
من يهن يسهل الهوان
عليه
|
ما لجرح بميت إيلام
|
كل حلم أتى بغير
اقتدار
|
حجة لاجئ إليها
اللئام
|
أما داليته التي مدح
فيها المتنبي :
أقل معالي بل أكثره
مجد
|
وذا المجد فيه نلت أولم أنل جد
|
أحسن المتنبي في هذه
القصيدة الإحتذاء والتقليد ، وهنا الشاعر كعهده في أيام الراحة والأمن معجب بنفسه
كل الإعجاب وساخط على الناس كل السخط :
أذم إلى هذا الزمان
أهيله
|
فأعلمهم فدم
وأحزمهم وغد
|
وأكرمهم كلب
وأبصرهم عم
|
وأسهدهم فهد
وأشجعهم قرد
|
ومن نكد الدنيا على
الحر أن يرى
|
عدواً ما من صداقته
بد
|
* طلب والي طرابلس من المتنبي مدحه فبدأ الغرور في نفس المتنبي
فأبى وفشلت كل محاولات الوالي في ذلك فأبقاه في طرابلس سجيناً كالطليق وطليقاً
كالسجين ، فهرب المتنبي منه إلى دمشق 0
* فيكتور هيجو كان
يجمع القوافي وينظمها ويهيئها قبل أن ينظم الشعر ، يقول طه حسين في ذلك عن المتنبي
: ولكن الشيء الذي لا شك فيه أن ذوق هوجو كان يأبى عليه أن يذل للقافية حتى يتورط
في الإبتذال 0
* أجزل ما قاله
المتنبي في الرثاء وهو يرثي أخت سيف الدولة الكبرى مما دعا أبو العلاء إلى فتح باب
من أبواب الفلسفة والتفكير وفي هذه القصيدة دلالة واسعة على علم المتنبي بطبيعة
الناس والنفس البشرية 0
ولذيذ الحياة أنفس
في النفس
|
وأشهى من أن يمل
وأحلى
|
* أما أجمل رثاء قاله
المتنبي فهو في أخت سيف الدولة ( خوله ) ،
محمود شاكر استنتج من هذا الرثاء أن المتنبي كان يحب خولة ويعشقها ، ويرد عليه طه
حسين بقوله : لا أظن أن هذه القصيدة تدل على صلة قريبة أو بعيدة أو على شبه صلة
قريبة أو بعيدة بين المتنبي وهذه الفقيدة :
يا أخت خير أخ
يابنت خير أب
|
كناية بهما عن أشرف
النسب
|
وفي هذه القصيدة
بيتان أحسن الشاعر فيهما الملائمة بين مدح الأحياء ورثاء الأموات كل الإحسان وهما
قوله :
غدرت يا موت كم
أفنيت من عدد
|
بمن أصبت وكم أسكت
من لجبِ
|
وكم صحبت أخاها في
منزلة
|
وكم سألت فلم يبخل
ولم تخب
|
ثم بيتين أودعهما
المتنبي كل ما كان قلبه يستطيع أن يحتمل من حزن ودهشة وجزع فامتلآ روعة وجمالا حتى
سارا مسير الأمثال في حياة المتنبي نفسه :
طوى الجزيرة حتى
جاءني خبر
|
فزعت فيه بآمالي
إلى الكذب
|
حتى إذا لم يدع لي
صدقه أملاً
|
شرقت بالدمع حتى
كاد يشرق بي
|
وفاء المتنبي
وفاء المتنبي أمر
مضطرب ، فالمتنبي يفي أحياناً ولا يفي في أحايين أخرى ، فهو وفي لسيف الدولة
الحمداني وفي للكلابيين عند سيف الدولة فقد كان في صباه قد نزل عندهم ومدح سيداً
من ساداتهم بمنبج حين أقبل من العراق وشهد مجلس لهوهم ، وعندما قبض عليهم سيف
الدولة توسط فيهم المتنبي بقصيدة جميلة في ص 222 و ص 223 فأجابه سيف الدولة 0
ولكن عدم وفائه يتجلى
في أبي العشائر الذي وصله بسيف الدولة فنسيه تماماً 0
هنأ المتنبي سيف
الدولة بأخذه الثأر من الروم وانتصاره عليهم سنة 340هـ
خليلي إني لا أرى
غير شاعر
|
فكم منهم الدعوى
ومني القصائد
|
فلا تعجبا إن
السيوف كثيرة
|
ولكن سيف الدولة
اليوم واحد
|
أحبك يا شمس الزمان
وبدره
|
وإن لامني فيك
السها والفراقد
|
وذاك لأن الفضل
عندك باهر
|
وليس لأن العيش
عندك بارد
|
فإن قليل الحب
بالعقل صالح
|
وإن كثير الحب
بالجهل فاسد
|
من لم يمت بالسيف
مات بغيره
|
تعددت الأسباب
والموت واحد
|
ولد المتنبي في
العراق ولكنه نشأ فيه شقياً وبائساً وزال عنه كارهاً له وزاهداً فيه ، وعاد إليه
في شبابه ولم يطب له فيه المقام فرحل عنه كما زال عنه في المرة الأولى 0
المتنبي لم
يصف أحداً كما وصف نفسه :
وإذا ما خلا الجبان
بأرض
|
طلب الطعن وحده
والنزالا
|
وكذلك قوله
:
من يهن يسهل الهوان
عليه
|
ما لجرح بميت إيلام
|
فقد ماتت نفس المتنبي
أو كادت أن تموت حين فارق سيف الدولة هارباً من الكيد ومكر الحاشية 0
عندما قدم المتنبي
أرض مصر وسمع بكافور الإخشيدي هذا العبد الأسود الذي سمت به همته وعلت حتى أصبح
ملكاً يدبر أمر المسلمين ولأن نفس المتنبي طموحه وعالية فقد تعجب أن يحقق هذا المولى ما كان يطمح إليه المتنبي فصارحه بالولاية ولكن هيهات أن يسأل هذا الطلب من سيف الدولة 0
بعد مرور سنة على
مقدم المتنبي على كافور فيهنئ المتنبي كافور بعيد الفطر ببائية هي آثر ما قاله
المتنبي في كافور ، يحمد فيها أثر سيف الدولة ويندم على فراقه له ويصف مالقي من
الجهد في حلب وهو يطالب كافور بتحقيق حلمه :
أبا المسك هل في
الكأس من فضل أناله
|
فإني أغني منذ حين
وتشرب
|
وهبت على مقدار كف
زماننا
|
ونفسي على مقدار
كفك تطلب
|
أحن إلى أهلي وأهوى
لقاءهم
|
وأين من المشتاق
عنقاء مغرب
|
فإن لم يكن إلا أبو
المسك أمرهم
|
فإنك أحلى في فؤادي
وأعذب
|
وكل امرئ يولي
الجميل محبب
|
وكل مكان ينبت العز
طيب
|
دالية المتنبي في
كافور أجمل شعره وأصدقه في تصوير ما يكون في مصر بين الحين والحين من الفرقة
وانشقاق العصا ثم من الوحدة واجتماع الرأي0
يقول طه حسين :
واقرأ هذه الأبيات
التي لا أعرف أجمل منها ولا أصلح للغناء :
لم يترك الدهر من
قلبي ولا كبدي
|
شيئاً تتيمه عين
ولا جيد
|
يا ساقيي أخمر في
كؤوسكما
|
أم في كؤوسكما هم
وتسهيد
|
أصخرة أنا مالي لا
تحركني
|
هذي المدام ولا تلك
الأغاريد
|
إذا أردت كميت
اللون صافية
|
وجدتها وحبيب النفس
مفقود
|
أما أنا فمفتون بهذه
الأبيات وبالثلاثة الأخيرة منها خاصة وما أعرف أنني وجدت في كل ما قرأت من الشعر
العربي ما يشبهها جمالاً وروعة ونفاذاً إلى القلب وتأثيراً في النفس ومهما أحاول
فلن أستطيع تصوير ما يملأ نفسي من الحزن حين أسمع تحدثه إلى ساقييه وسؤاله إياهما
عما في كؤوسهما : أخمر هو أم هم وتسهيد ؟
ماذا لقيت من
الدنيا وأعجبه
|
أني بما أنا باك
منه محسود
|
أمسيت أروح مثر
خازناً ويداً
|
أنا الغني وأموالي
المواعيد
|
نامت نواطير مصر عن
ثعالبها
|
فقد بشمن وما كفني
العناقيد
|
يقول طه حسين :
هذا البيت اختصر حياة
مصر منذ أقدم العصور إلى اليوم ولو أن التاريخ أراد أن يحصي ثعالب مصر التي عدت
على مصر وأموالها فأخذت منها ما أطاقت وما لم تطق حتى أدركها البشم وما فوق البشم
ونواطيرها نائمة وقادتها غافلون 0
ما كنت أحسبني أحيا
إلى زمن
|
يسيئ به فيه كلب
وهو محمود
|
المتنبي سريع التأثر
والإعجاب بمن يراهم ، فقد تأثر بسيف الدولة الحمداني في الولاية بعد أن رأى
الولاية ومكانتها وعجزه عن طلبها من سيف الدولة جعله لا يتورع من أن يطلبها صراحة
من كافور ، أما إعجابه من كافور فيأتي من – ولعل هذا الإعجاب كان باطنياً في لا
وعيه – حنكة كافور وحسن سياسته وتدبيره خصوصاً في الإشكالات التي وقعت لكافور
واستطاع حلها رؤيا عين المتنبي 0
·
زيارة المتنبي للوزير ابن المهلب في بغداد ليست إلا
زيارة رسمية ليبدأ بها ذقته ويأمن غدره وما أظن أن المتنبي فكر أن يجدد تجربته مع
كافور ويجب أن نلاحظ أن المتنبي كان لبقاً مؤثراً للعافية ( كما كان كافور في مصر
) ومسيطراً على نفسه أثناء إقامته في بغداد 0
·
عودنا المتنبي أن يستجيب للطمع أكثر من أن يستجيب لشيء
آخر فجاءت مدائحه في عضد الدولة أروع وأجمل من مديحه في إبن العميد ( وهذا كلام
مستغرب من الدكتور طه حسين لأن قصائد المتنبي لو كانت الأروع في مديح غبن العميد
لقال إنه لئيم لأنه لم يمتدح عضد الدولة بما يليق به بالرغم من عطاءاته الضخمة ) 0
ما أعجبني في
هذا الكتاب
1- أسلوب الدكتور طه حسين
التعبيري في إملائه هذا البحث عن المتنبي وإستعماله للغة الأنا بطريقة سلسة وعذبة
ورائعة كما عهد عن الدكتور 0
2- أنه خلط بين منهجين
نقديين ومزج بينهما بطريقة رائعة وهما نهج سانت بوف ( النهج العلمي التاريخي )
والنهج التذوقي أو التأثري 0
3- أن الدكتور طه حسين
أثبت أنه يتمتع بذائقة شعرية ساحرة جميلة ولذا أعجبتني طريقته في نقد الأبيات
بيتاً بيتاً يمتدح أحدها ويذم الآخر وهذا مالم نعهده قبله في تاريخ النقد الأدبي
إذ جرت العادة على كيل المديح وغض البصر عن القبيح 0
مثال ( 1 )
يقول الدكتور طه حسين
:
ويعجبني للمتنبي وصفه
للفقيدة ( خولة أخت سيف الدولة ) :
وإن تكن خلقت أنثى
لقد خلقت
|
كريمة غير أنثى
العقل والحسب
|
وهذا البيت عندي خير
من قوله في أم سيف الدولة :
ولو كان النساء كمن
فقدنا
|
لفضلت النساء على
الرجال
|
فما التأنيث لاسم
الشمس عيب
|
ولا التذكير فخر
للهلال
|
ويقول في آخر نقده
للقصيدة البائية :
وأنت ترى من درس هذا
الرثاء كله أن المتنبي لم يبتكر في هذا الفن شيئاً عند سيف الدولة ولعله انتهى بين
حين وحين إلى معنى غريب أو فكرة قيمة ولكن رثاءه على كل حال عادي دون المتوسط ،
وخير مافيه هذه الإلمامات القصيرة ببعض الآراء الفلسفية 0
مثال ( 2 )
يقول الدكتور طه :
مدح المتنبي ابن العميد بقصائد ثلاث ، أولها الرائية التي مطلعها :
باد هواك صبرت أم
لم تصبرا
|
وبكاك إن لم يجر
دمعك أو جرى
|
والثانية الدالية
التي مطلعها :
جاء يزرونا وأنت
مراده
|
ومررت بالذي أراد
زناده
|
والثالثة الدالية
التي أولها :
نسيت وما أنمي عتاباً
على الصد
|
ولا خفراً ازدادت
به حمرة الخد
|
أما الرائية فمن
المحقق أن ابن العميد قد ابتسم لهذا الكلام الذي لا يدل على شيء ولا يغني شيئاً
ولا يمتاز إلا بما فيه من التكلف السخيف في المعاني والألفاظ جميعاً ، وأجود ما
قاله المتنبي في ابن العميد من غير شك إنما هي الدالية التي هنأه فيها بالنيروز 0
وإذا قلنا إن الدالية
هي أجود ما قاله في ابن العميد فنحن نعني ما نقول ، فالقصيدة الدالية جيدة ولكنها
ليست من روائع المتنبي وقد أظهر الشاعر فيها جهداً وتأنقاً نحسمهما ونرثي له منهما
، وقد ارتفع في قصيدته هذه عما كان قد انتهى إليه في الرائية فلم يضعف ولم يسف ،
وأعانته متانة القافية ورصانة الوزن على هذا الإرتفاع ، ولكن المهم هو اعتذار
المتنبي في هذه القصيدة واعترافه بتقصيره في الرائية :
هل لعذري عند
الهمام أبي
|
الفضل قبول سواد
عيني مداده
|
أما الدالية الأخيرة
التي ودعه بها فليست أقل تكلفاً وتصنعاً من الرائية وإن كانت أقل منها ضعفاً
وتهالكاً وإسفافاً والإنصاف أن نقول أن المتنبي أخذ من ابن العميد أكثر مما أعطاه
إياه 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق