خواطر من كتاب ( وحي الثمانين )
للدكتور : علي الوردي
إعداد : عبدالله أحمد الباكري
·
نبذة عن الدكتور
علي الوردي
·
ولد الدكتور علي
الوردي في الكاظمية عام 1913م ، وتخرج في كلية الإجتماع جامعة بيروت الأمريكية عام
1943م ، ونال شهادة الماجستير في علم الإجتماع من جامعة تكساس الأمريكية عام 1948م
ثم شهادة الدكتوراة من جامعة تكساس عام 1950م 0
·
درس في جامعة بغداد
عام 1950م حتى عام 1970م 0
·
أحيل إلى التقاعد
من الجامعة بناءً على طلبه في عام 1970م ومنحته الجامعة لقب ( أستاذ متمرس ) ،،
وقد صدرت له تسعة كتب أشهرها : شخصية الفرد العراقي ، خوارق اللاشعور ، وعاظ
السلاطين ، مهزلة العقل البشري ، دراسة في طبيعة المجتمع العراقي 0
·
توفي في بغداد يوم
13 تموز من عام 1995م ، ودفن في مقبرة براثا التاريخية في بغداد بالقرب من مرقدي
الدكتور جواد علي والدكتور طاهر باقر ، ثم دفن بعده الدكتور علي جواد الطاهر ،،
ولكن للأسف الشديد نبشت هذه القبور وأزيلت في عام 2003م نتيجة الطائفية التي أعقبت
الإحتلال الأمريكي للعراق 0
·
من خواطر الأستاذ
الدكتور الوردي في أطروحاته
·
وهم السعادة
· كل مــــــن تلقاه يشكو همه
ليت شعري 000 هذه الدنيا لمن ؟
· من حقيقة الإنسان أن له صفتان تؤدي به إلى التذمر عادة : إحداهما أنه
يقدر نفسه أكثر مما هي في حقيقتها ، والثانية أنه ينظر إلى النعم التي حصل عليها
غيره وينسى النعم التي حصل هو عليها 0
· أما الصنف الثاني من الناس فهم الذين يشعرون بشيء من السعادة أكثر من
غيرهم فهو يتمثل في الأفراد الذين يسعون نحو هدف معين وينجحون في سبيله خطوة بعد
أخرى 0
· هناك ناموس بشري مؤداه أن السعادة ليست في الوصول إلى الهدف المنشود بل
هي في السعي الناجح نحوه 0
· خلاصة القول : إن السعادة في الإنسان نسبية ،، ولكن الإنسان لا يعرف ذلك
،، ومن المصلحة ألا يعرف ذلك حتى يظل لاهثاً طيلة حياته ،، ففي ذلك عمارة الأرض
عنها 0
·
للمسنين فقط 0
·
يقال إن صحة
الإنسان تعتمد على ثلاثة أمور ، هي :
· 1- نوع الطعام الذي يتناوله الإنسان 0
· 2- نوع الهموم التي تشغل باله 0
·
الرياضة التي
يمارسها 0
· يقول الوردي : إني عند ممارسة رياضة المشي والهرولة أذكر الله في كل نفس
آخذه ،، وأنا معتقد اعتقاداً جازماً بأن الهواء الذي أستنشقه وهو مشحون بذكر الله
لابد أن ينفع صحتي 0
·
أتت وحياض الموت
بيني وبينها وجادت بوصل حيث لاينفع الوصل
· اقتبس الدكتور علي الوردي فكرة ازدواج الشخصية الإجتماعي من عالم
الإجتماع الشهير ( مكايفر ) وفكرة صراع البداوة والحضارة من ابن خلدون 0
· من أخطاء الدكتور الوردي الخطيرة قوله: لم يشهد التاريخ رجلاً فرق
الجماعة كالإمام علي بن أبي طالب ثم أورث هذه النزعة الهدامة لأولاده من بعده ،،
ففي كل مجتمع نجد زمرة تدعو إلى مبدأ جديد فتقلق المجتمع وتمزق شمله 0- وهذا تقرير
خاطئ صدم به الوردي كل محبيه ومتابعيه !! 0
· ومن أخطائه أيضاً ،، قوله : إن شخصية ابن سبأ غير موجودة في التاريخ
والمراد منها هو عمار بن ياسر ،، وهذا خطأ شنيع آخر ،، أستغرب أن يظهر من لدن
الدكتور الوردي !! 0
· الشاهبندر بالفارسية يعني كبير التجار وبالتركية يعني الجلبي 0
· يقول الوردي : من أهم الفروق بين الإنسان والحيوان هو أن الإنسان حيوان
اجتماعي ،، أي أنه لا يستطيع أن يندفع مع ميوله الطبيعية اندفاعاً مطلقاً فإن
المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان يفرض عليه قيماً وأعرافاً وتقاليد لا يجوز له أن
يخالفها ،، وهو لذلك يعني صراعاً نفسياً بين ميوله الطبيعية والقيم الإجتماعية
المحيطة به !! 0
· لقد ورثنا كثيراً من المغالطات حول الطبيعة الإنسانية البشرية 0
·
ازدواج الشخصية 0
· العربي على العموم مصاب بازدواج الشخصية ،، فتراه في بعض الأحيان ( تقي )
يذم الدنيا وما فيها من طمع وتغالب واعتداء وفي أحيان أخرى وفي نفس المجلس نراه
يفتخر بالغلبة والشطارة وربما السرقة وقوة البأس 0
· النفاق يسود في المجتمع الإستبدادي بصورة طردية ،، بمعنى كلما زاد
الإستبداد والضغط على المجتمع كلما زاد النفاق والعكس صحيح في المجتمعات التي تنعم
بأجواء الحرية 0
·
علم الخارقية (
الباراسايكلوجي )
· اكتشف هذا العلم أن بعض الناس لديهم قدرات نفسية خارقة كالإصابة بالعين
وتحريك الأشياء وغيرها 0
· إن علم الخارقية ( الباراسايكلوجي ) قد حل لغز الحظ بالتعاون مع علم
النفس ،، فعلم الخارقية درس القدرات الخارقة في الإنسان وقد تبين أن كثيراً من
الناجحين قد نجحوا في حياتهم بسبب وجود هذه القدرات فيهم ولكن الناس لم يكونوا
يعرفون هذا السبب واضطروا إلى تفسير النجاح بعامل غيبي أطلقوا عليه مسمى ( الحظ )0
· خذ مثلاً ( التخاطر ) أي القدرة على قراءة أفكار الغير أو التأثير في
تفكيرهم ،، فهذه القدرة قد يمتلكها أحد الأشخاص ثم تتيح له الظروف أن يمتهن مهنة
تنفع فيها هذه القدرة كالتجارة مثلاُ وبهذا يستطيع هذا الشخص أن ينجح في مهنته دون
أن يعرف هو سبب نجاحه أو يعرفه الناس عنه 0
· إن موهبة الذكاء التي تمكن الفرد من النجاح في المدرسة أو الجامعة قد لا
تنفعه كتاجر في السوق والعكس صحيح !!! 0
·
·
الأنوية
· الأنوية تعني شعور الإنسان بالأنا تجاه الآخرين ، وسعيه المتواصل نحو رفع
شأنها في نظرهم 0
· فحوى النظرية الحديثة حول ( الأنوية ) هو أن الأنا هي محور الشخصية
البشرية وأنها من أهم العوامل التي جعلت الإنسان حيواناً اجتماعياً 0
· الإنسان في سلوكه الإجتماعي يندفع بتأثير غريزة ثابتة فيه بل هو يريد
مجاراة الناس حوله ويحاول التفوق عليهم كي ينال المكانة العالية بينهم أو لكي
يتجنب انخفاض مكانته على الأقل 0
· الحيوان والطفل ليس لديهم شعور بالأنا ومن أولى علامات هذا الشعور أن
الإنسان يبتشر حين نمدهح ويمتعض حين نذمه !! ، وكذلك من أولى الشعور أيضاً الغيرة
0
· التربية القديمة كانت غافلة عن وجود الأنوية في الطفل وهي بذلك قد أضرت
به في تكوين شخصيته وأدت إلى نشوء بعض العقد النفسية فيه
· من الجدير بالذكر القول أن الشخص البالغ لا يختلف عن الطفل من حيث طبيعة
الأنوية فيه ،، فهو يبتش للمدح ويمتعض من الذم ويتألم حين يرى غيره قد نال من
التقدير أكثر منه وهذا هو منشأ الحسد في الإنسان 0
· ولكن الفرق بين الطفل والشخص البالغ في ذلك هو أن الطفل لم يتعود بعد على
الرياء أو التظاهر أو الإدعاء المصطنع ولهذا فإن الأنوية تبدو عليه لسذاجتها
الفطرية من غير تصنع أما الشخص البالغ فهو يحاول كبت الأنوية فيه وتغطيتها بشتى
المزاعم والإدعاءات لكي لا يقال عنه إنه معجب بنفسه أو مغرور 0
·
خواطر مهمة حول
الأنوية
·
الأنا في الإنسان
نوعان : اجتماعية و فردية ،، فالأولى تجعل الإنسان يجاري مجتمعه والثانية تجعله
يتمرد عليه 0
·
كل الناس لديهم
أنوية ولكن على درجات ونسب متفاوتة 0
· الأنا الإجتماعية هي التي ساعدت على قيام المجتمع البشري ،، أما الأنا
الفردية فهي التي ساعدت على تغييرة وتطويره ولولاها لصار المجتمع البشري جامداً
راكداً لا يتغير على توالي الأجيال 0
· أكثر الناس تسيطر عليهم الأنا الإجتماعية أما القليل منهم فتسيطر عليهم
الأنا الفردية ،، وهي على نوعين : ( 1 ) – متمردة نحو الأعلى وهؤلاء هم المبدعون
عموماً من أمثال المفكرين والمخترعين والكتاب والأدباء والسياسيين والمكتشفين وكل
من أبدع في مجاله و ( 2 ) – متمردة نحو الأسفل وهؤلاء لا يستفاد منهم كالمجانين
والمنحرفون عموماً 0
· يقول الدكتور الوردي : إنني عندما أدرس سيرة المصلحين والمجددين
والنابغين ( المبدعين ) أجد أنهم يختلفون عنا نحن جمهرة البشر وليس في مقدور أي
واحد منا أن يكون مثلهم بإرادته واختياره وقد يصح القول أنهم من طينة أخرى 0
·
العقل البشري
·
في الوقت الذي
نعترف فيه بعظمة العقل يجب ألا ننسى أن عظمته لها حدود تقف عندها وأن العقل لا
يكاد يتجاوز تلك الحدود حتى يبدو عليه الضعف والتهافت ،، وقد يصبح في آخر الأمر
مهزلة او شبيهاً بالمهزلة
· أنظر إلى الخرافات والأساطير والسخافات التي تؤمن بها جماهير غفيرة من
البشر ،، حيث نرى كل طائفة تعتقد اعتقاداً جازماً بأن الحق معها وحدها ،، وأنها
وحدها تفكر في ضوء الحق والمنطق وغيرها يتخبط في دياجير الضلال !!! ،، وهي تعتبر
المخالفين لها متعصبين أو معاندين أو جهلة ،، بينما الغريب العجيب أن المخالفين
يعتبرونها بمثل ما تعتبرهم به !! ، وهذه من مفارقات المجتمعات والطوائف البشرية 0
· دائماً ما يردد الدكتور الوردي أن : العقل البشري مثل جهاز الراديو فهو
لا يصغي إلى جدل أو يفهمه أو يقتنع به إلا إذا كان الجدل مستنداً على نفس القواعد
المنطقية المتغلغلة في أعماق نفسه 0
· العقل موجود في الإنسان لكي يساعده على تنازع البقاء تماماً مثل السم في
الأفعى أو الناب في الأسد ،، ولذا فقد أخطأ الفلاسفة القدامى في تصورهم بأن وظيفة
العقل هي البحث عن الحقيقة المطلقة أو التمييز بين الحق والباطل ،، إن الذي يريد
أن يعامل البشر في ضوء هذا الرأي القديم لابد أن يكون مصيره الفشل في الحياة 0
· الإنسان حين يفكر يتصورأنه حر مطلق
في تفكيره لأنه لا يعرف العوامل اللاشعورية المؤثرة في عقله ،، فنحن حين
نتهم المخالف لنا بالتعصب أو العناد أو الجهل بينما نتجاهل أن الآخر يتهمنا بمثل
ما اتهمناه به ( كل حزب بما لديهم فرحون )0
· بعض متعلمينا لم يدرك هذه الحقيقة بعد ،، إذ أنهم لايزالون يقبعون في
عقليتهم القديمة التي جاء بها الإغريق القدماء قبل أكثر من اربعة عشر قرناً من حيث
الثقة المطلقة بالعقل ،، فبالنسبة للإغريق فلهم العذر تاريخياً لأن ثورتهم جاءت
على اللاعقلانية بينما هي غير مقبولة لأحد شهد ثورات القرن العشرين 0
· العقل البشري مر بثلاث مراحل من التفكير : 1- اللا عقلانية 2- العقلانية
3- العلمية ،، الثورة اليونانية كانت في المرحلة الثانية اي ثورة العقلانية على
اللاعقلانية ،، الإشكالية أن بعض مثقفينا ما زال عند هذه الثورة الإغريقية ولا
يريد تعديها !!! 0
·
اللغة
·
إن اللغة
في مفهومها الحضاري وسيلة لا غاية ،، وهي إذاً يجب أن تخضع للتيسير والتطوير لكي
تتكيف مع الظروف الإجتماعية السائدة 0
· إن الذين يسعون لتعقيد لغتهم وتجميدها إنما هم يسيؤون إلى أمتهم من حيث
يظنون أنهم يحسنون صنعاً إليها 0
·
من خصال الطبيعة
الإنسانية
·
الإنسان لا يد له
في تكوين شخصيته ،، وأن الطبيعة البشرية قائمة على أساس التفاعل بين الطبيعة
الموروثة في الإنسان والقواعد الموجودة في محيطها 0
·
الكرم منشؤه
البداوة ،، فالبدوي يعد الكرم من لوازم الشجاعة ، ذلك لأن البدوي قد اعتاد أن يحصل
على رزقه بحد سيفه وقوة ذراعه ، فلا مجال في البداوة للبراعة المهنية في سبيل
الحصول على الرزق ،، فالبدوي بصورة عامة يحتقر كل ذي مهنة 0
·
ازدواج الشخصية
· الإزدواج في الشخصية لا شعوري في الإنسان وهو متواجد في المدن ومتوسط في
الريف ويكاد ينعدم في الصحراء 0
· ازدواج الشخصية له مفهومان مختلفان ،، أحدهما اجتماعي والآخر نفسي ،،
فازدواج الشخصية في مفهومه المرضي هو مرض نادر لا يصاب به إلا عدد قليل جداً من
الناس وهو شذوذ في تكوين الشخصية حيث يتقمص المصاب به شخصية معينة ثم يتحول عنها
إلى شخصية أخرى وهكذا ،، أما ازدواج الشخصية الإجتماعي فهو ليس مرض بل ظاهرة
اجتماعية يتصف بها كثير من الناس في أغلب المجتمعات ،، إذ انهم يتعرضون في نشأتهم
الإجتماعية لنظامين مختلفين من القيم ،، فترى الواحد يفكر ويتصرف حسب احد النظامين
تارة وتارة حسب النظام الآخر 0
· ومثالنا على ذلك ،، يتصرف أحدنا حسب النظام الديني وما يفرضه من الصدق
والوفاء ثم تغويه ألاعيب الحياة أحياناً فينجذب إلى واقع الحياة ويتصرف بالكذب
والغدر ثم يعود إلى نظام الدين وهكذا ،، ونفس الشيء يقال عن صراع قيم البداوة
والحضارة ،، فاغلبية البدو الذين سكنوا المدن يعانون بشكل واضح من صراع هذين
النظامين في نفوسهم فهم مصابون بازدواج الشخصية 0
·
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق