خواطر من
كتاب تاريخ العرب القديم
للأستاذ
الدكتور محمد بيومي مهران
إعداد :
عبد الله أحمد الباكري
أولاً : دولة
معين
·
قامت في منطقة الجوف بين نجران وحضرموت ،، وعاصمتهم
قرناو0
·
أحد المؤرخين المعاصرين ذهب إلى أن المعينيين قوم عاد ،
أنظر أمين مدني – العرب في أحقاب التاريخ0
·
يرى آخرون أن المعينيين أصلاً من العراق من بدو
الأرامينيين قبل دولة حمورابي بعدة قرون فلما ظهرت الدولة السومرية نالهم حظاً من
الحضارة ثم أنهم هاجروا لأسباب مجهولة العراق والتمسوا مقراً متحضراً يقيمون فيه
فنزلوا اليمن في إقليم الجوف وشيدوا القصور والمحافد على غرار ما شاهدوه في بابل
العراق ويقدم هؤلاء المؤرخين دلائلهم باشتراك المعينيين والأرامينيين في أسماء
الأشخاص وأسماء المعبودات وأساس العبادات وطرقها 0
·
أسسوا طريقاً تجارياً حتى غزة بفلسطين لتصدير تجارتهم من
اللبان والبخور حتى أسسوا مركزاً تجارياً على بعد 1000 كلم من اليمن ثم سرعان ما
بدأ نفوذهم السياسي يتسرب إلى الشمال حتى انتهى بهم الأمر للسيطرة على شمال الحجاز
ممثلاً في الحكومات المحلية في منطقة معان والعلا 0
·
يتجه ( فرتيز هرمل ) إلى أن دولة معين قد بدأت فيما بين
عامي ( 1500م – 1200 ق0م ) وانتهت
حوالي سنة 700 ق0م وأما الرحالة الإنجليزية هاري سانت جون فيلبي فنراه يحدد دولة
معين ما بين الفترة ( 1120 – 630 ق0م ) أما ( ملاكر ) فيجعل قيام دولة معين في عام
725 ق0م ونهايتها في القرن الثالث ق0م 0
·
اختلاف كبير بين المؤرخين وتفاوت شاسع بين تواريخهم حول
نشوء وأفول الممالك القديمة ولهم العذر في ذلك ولهم الشكر أيضاً عما قاموا بهم من
بعوثات ومشقات ليصلوا إلى نتائجهم التي وصلوا إليها والغريب العجيب في أمر هذه
البعثات أن أغلبها كما رأينا من الأسماء هم من الرحالة الأوروبيين والأمريكيين
الذين تركوا دعة العيش في بلادهم وآثروا المشقة والنصب في قفار وبوادي وأودية
وجبال الجزيرة العربية الموحشة وسط القبائل الشرسة وبين قطاع الطريق ، كل ذلك من
أجل العلم ولأجل لذة البحث العلمي وحلاوة الوصول إلى الحقائق ، كل ذلك يقودنا إلى
معرفة الخلاف الجوهري بين الثقافتين العربية والأوروبية ومعرفة التباين بين جوهر
العقل الأوروبي ومدى حبه للعلم وعشقه للمعرفة وولعه بالحقيقة وبين جوهر العقل
العربي الذي يؤثر دعة العيش والكسل فتجده محباً للسوالف في المجالس وعاشقاً للصيد
في الفيافي وولعاً بالأمور الجاهزة فليس لديه أي قابلية للبحث العلمي أو جاهزية
للتأليف 0
·
اختلاف علماء التاريخ هل تزامنت معين مع دولة سبأ أم أن
سبأ قامت على أنقاض معين 0
·
أهم المدن المعينية والتي أهمها دون شك العاصمة ( قرناو
) والتي تقع على بعد 7 كلم من الشرق من قرية الحزم بمحافظة الجوف اليوم0
ثانياً : دولة حضرموت
·
تقع حضرموت شرقي اليمن على ساحل البحر العربي ،، الغريب
أن الهمداني يصفها أنها الجزء الأصغر من اليمن ،، ويصفها ياقوت الحموي بأنها ناحية
واسعة في شرقي عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف 0
·
في التوراة اسم حضرموت هو حاضرميت وفيها كذلك أن حضرموت
أحد أبناء يقطان أي أن البلاد تنسب إلى ساكنها حضرموت بن يقطان بن عابر بن شالخ 0
·
هناك شبه إجماع على قيام دولة بإسم حضرموت وعاصمتها شبوة
عاصرت دول جنوب الجزيرة العربية كمعين وقتبان وسبأ ولكنهم اختلفوا في مدتها شأنهم
في ذلك شأنهم في جميع دويلات الجنوب ولعلها كانت في الفترة ( 1020 ق0م حتى 290 م )0
·
يرى هومل أن ( يدع إل بين ) كان آخر ملوك حضرموت وأن
دولته قد زالت عام 300 م
، وأن السبئيين قد ورثوها على أيام ( شمر يهرعش ) غير أن فلبي قد اعترض على ذلك
محتجاً أنه عثر في ( العقلة ) على نقش
جاء فيه ذكر هذا الملك كمؤسس لأسرة ظلت تحكم أجيالاً وأجيالاً ،، كما أنه مؤسس
لمدينة شبوة – ومن ثم فإن تاريخ شبوة وقيام هذه الأسرة بحكم حضرموت إنما يرجع إلى
القرن الثاني قبل الميلاد ،، ثم انتهت دولة حضرموت وذابت في الكيان السبئي ولعل
ذلك كان أيام ( شمر يهرعش ) بعد عام 300م0
·
أهم مدن حضرموت مدينة شبوة العاصمة وقد وردت باسم ( Sabota ) أو ( Ssabtah ) ويرجع
السبق في اكتشاف آثارها إلى السيد ( فيلبي ) ومن أهم مدنها كذلك مدينة ( ميفعة )
العاصمة القديمة لحضرموت 0
·
هناك مدينة ( قنا ) ميناء حضرموت الرئيسي ولعله اليوم (
حصن الغراب ) كما يقول البعض ويقع إلى شرقي عدن وكان يعرف قديماً بإسم ( عرمويت )0
·
هناك في حضرموت أماكن قديمة ( حضرمية وسبئية ) ينسبها
القوم إلى عاد وثمود ،، فقرية ( سنا ) يرون أن بها قبر هود عليه السلام وفي موضع (
غيبون ) خرائب يظنها القوم من آثار عاد بينما يراها الأثريين بقايا مدينة حميرية
قديمة 0
ثالثاً ( قتبان
)
·
تقع قتبان في الأقسام الغربية من العربية الجنوبية وفي
جنوب السبئيين وجنوبهم الغربي وقد امتلأت منازلهم حتى بلغت باب المندب أما مدتها
فمختلف عليها بين المؤرخين ،، فهم من يرى أنها بين الفترة ( 865 – 540 ق 0 م ) ومنهم من يرى أنها ( 400 –
500 ق0م ) 00إلى غير ذلك من الأقوال 0
·
يذهب بعض الباحثين إلى أن نهاية دولة قتبان وتخريب
عاصمتها ( تمنا ) أو ( تمنع ) إنما كان
بين عامي 200 إلى 24 ق0م 0
·
تقع مدينة تمنع في وادي بيحان في منطقة تدل آثار الري
بها أنها كانت منطقة خصبة لكثرة المياه والبساتين 0
·
كان الملك هو الذي لديه الحق الحصري في إصدار القوانين
ونشرها ثم الأمر بتنفيذها وأن مجلس الشعب ويدعونه بـ ( المزود ) ويتكون من رؤساء
المدن والقبائل والشعاب وهو الذي يقترح القوانين ويضع مسودات اللوائح ثم يعرضها
على الملك لإقرارها 0
·
كان لقتبان معبد شهير هو معبد بيحان وقد أمر ( شهر غيلان
) بتجديد أقسامه القديمة وبناء أقسام جديدة فيه ،، ويوجد في المعبد نقش يدل على أن
( شهر غيلان ) قد انتصر على حضرموت وأن تخليداً لذكرى هذا النصر جعله يقيم معبداً
للإله ( عثتر ) وهو موجود اليوم في قصب بيحان 0
·
هناك من المؤرخين من يميل إلى أن عصر قتبان الذهبي إنما
كان في الفترة ( 350 – 50 ق0م ) إذ تشير النصوص في ذلك العصر أن قتبان كانت حينها
أهم دولة في جنوب الجزيرة العربية وقد أخضعت لسلطانها كل من معين وسبأ ،، ولكن حدث
بعد ذلك أمر هام قبيل الميلاد حيث أن شعباً غير معروف على وجه التأكيد وقد غزا
عاصمة قتبان وأحرقها ثم ظهرت بعد ذلك مملكة سبا وذي ريدان على أنقاض كل من قتبان
وسبأ معين ،، على أن الشيء الجدير بالذكر هنا أن دولة ( سبأ و ذي ريدان ) لم تكن
الوريثة الوحيدة لـ قتبان فقد شاركتها في الغنيمة حضرموت التي ضمت إليها جزءاً من
قتبان 0
رابعاً دولة
سبأ
·
تذهب الروايات العربي إلى أن سبأ إنما هو ( عبد شمس بن
يشجب بن يعرب بن قحطان ) وأن سبب تسميته بـ سبأ لأن الرجل كان أول من سبى من العرب
0
·
وتذهب أيضاً أن ولده ( حمير ) حكم من بعده وأن سبأ بنى
مدينة سبأ وسد مأرب كما أنه غزا الشام ومصر وعين ابنه بابليون على مصر فبنى مدينة
عين شمس وحصن بابليون الشهير 0
·
يرى مونتجمري أن قوم سبأ الذين تحدثت عنهم النصوص
السومرية هم كانوا عرباً من بادية الشام ثم هاجروا ونزلوا اليمن في وقت لا نستطيع
تحديده على وجه اليقين وإن ذهبت بعض الآراء إلى أن ذلك كان في القرن الحادي عشر
قبل الميلاد وبعد مئات السنين من هجرة المعينيين والقتبانيين إلى اليمن 0
·
هناك رأي آخر يذهب إلى أن هجرة معين وقتبان وحضرموت إلى
اليمن إنما كانت حوالي عام 1500 ق0م بينما كانت هجرة السبئيين حوالي 1200 ق0م 0
·
يذهب هومل إلى أن السبئيين إنما هم أصلاً من العربية
الشمالية وأنهم كانوا يعيشون فيما يعرف عند الآشوريين بـ ( أريبي ) أو ( عربي )
وفي التوراة بـ ( يارب ) و ( يرب ) ويعتمد هومل في أدلته على نقش يدل على أن
السبئيين قد تعرضوا لقافلة معينية في مكان ما بين ( معان ) و ( رجمت ) على مقربة
من نجران وهذا يدل على أن السبئيين كانوا في منطقة تقع إلى الشمال من دولة معين
أبان ازدهارها الأخير ومنها ( ثانياً ) اختلاف لهجة السبئيين عن بقية الشعوب
العربية الجنوبية مما يدل على أن السبئيين شماليون هاجروا إلى الجنوب0
·
دلائل أشعة الراديوم كاربون تدل على أن حفريات ونقوش
المعينيين والسبئيين أنهما كانا متعاصرين 0
·
نستنتج من قصة سليمان عليه السلام مع سبأ أن هناك حكومة
قوية ومنظمة في سبأ في القرن العاشر قبل الميلاد وذلك لأن سليمان إنما حكم في
الفترة من ( 960 – 922 ق0م ) وتلك في الواقع حقيقة يجب الإنتباه لها ذلك لأن
القرآن والتوراة والإنجيل تحدثت عن قصة سليمان مع ملكة سبأ 0
·
السؤال المهم هل لقي سليمان ملكة سبا وسبأ ما زالوا في
الشمال أم أنه لقيها وهم قد هاجروا وتملكوا في الجنوب !! 0
·
وجود ملكة سبئية ( شمالية أم جنوبية ) في عهد سليمان أي
في القرن العاشر قبل الميلاد حقيقة ترقى فوق كل شك وبالتالي فإن وجود السبئيين
كقوة منظمة على رأسها ملكة في القرن العاشر قبل الميلاد حقيقة تاريخية 0
·
على أن الذي لا شك فيه أن سبأ كان لها نفوذ واسع يمتد
إلى نجد وإلى شمال الحجاز وكانت تسيطر على الطريق التجاري الرئيسي الذي يربط جنوب
غرب الجزيرة بسورية ومصر وأن هناك حكاماً سبئيين معتمدين في الواحات الشمالية التي
تقع على هذا الطريق فضلاً عن الحامية العسكرية التي تضمن بقاءه تحت النفوذ السبئي
وكانت واحة ديدان ( العلا ) المركز الرئيسي الذي تمارس فيه دولة سبأ نفوذها في
شمال بلاد العرب إلى جانب تيماء ومعان وإن كانت ديدان هي المقر الرسمي للحاكم
السبئي القديم 0
الأدوار
الأربعة الرئيسية للتاريخ السبئي
·
الدور الأول : ويمتد من حوالي 800 ق0م إلى عام 650 ق0م
وفيه كان حكام سبأ يحملون لقب مكرب ذلك اللقب الذي يعطي صفة دينية تعطي للحاكم
القوة ،، وكانت العاصمة صرواح0
·
الدور الثاني : ويمتد من 650ق0م إلى 115 ق0م وفيه يحمل
الحاكم لقب ( ملك ) وقد اتخذوا من مأرب عاصمة لهم بدلاً من صرواح وقد بدأ هذا
العصر بـ ( كرب ايل وتر ) الذي كان آخر من حمل لقب كرب وأول من حمل لقب ملك 0
·
الدور الثالث : يمتد من 115 ق0م وحتى عام 300 ميلادية
وفيه حمل حكام سبأ لقب ( ملك سبأ وذي ريدان ) إشارة إلى ضم ريدان إلى التاج السبئي
0
·
الدور الرابع : يمتد من 300م إلى 525 ميلادية وفيه حكم
حكام سبأ لقب ( ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابها في المرتفعات والتهائم )
وهو عصر الدولة الحميرية ،، وهو آخر دور من أدوار الحكم السبئي ثم يبدأ الغزو
الحبشي ثم الفارسي لليمن0
أولاً : عصر
المكاربة :
·
العاصمة صرواح ، يقال أن ملكة سبأ المشهورة في التاريخ
مع سيدنا سليمان تنتمي لهذه الفترة 0
·
أول المكاربة هو(
سمه علي ) وكان السبئيون يعبدون إلهاً اسمه ( عثتر ) أو ( عشتر ) الإله العربي الجنوبي
على أنه ذكر ويرمزون له بنجم ( الزهرة ) بينما نظائره في جميع الأديان السامية
الأخرى هو أنثى كـ ( عشتار ) عند البابليين والآشوريين و ( عشتارت ) عند
الكنعانيين 0
·
اكتمل بناء سد مأرب على يد ( يثع أمر ) وأبيه ( سمه علي
نيوف ) ولذا فكثير من المؤرخين يعتبرونهما المؤسسين الحقيقيين لسد مأرب والذي
يعتبر أكبر عمل هندسي شهدته بلاد العرب في تاريخها القديم وقد تم هذا العمل في
القرن السابع قبل الميلاد ،، فيما بين عامي
( 650 ، 630 ق0م ) 0
·
ثم جاء بعد ( يثع أمر ) ( كرب إيل وتر ) والذي يعد عهده
من العهود الحاسمة في تاريخ سبأ فهو بمثابة خاتمة لعهود المكربين وفاتحة لعهود
ملوك سبأ أو بمعنى آخر الإنتقال من حكومة دينية إلى حكومة مدنية 0 حيث بدأ الحكام
السبئيون يخلعون لقب ( كرب ) والذي يعني الكاهن الأكبر أو كبير الكهنة مما يشير
إلى الأساس الثيوقراطي الذي قامت عليه الدولة 0
ثانياً ملوك
سبأ وذو ريدان
·
يطلق على هذا العصر مسمى ( عصر الدولة الحميرية الأولى )
وهنا انتقلت العاصمة إلى ظفار ،، يرى بعض المؤرخين أن ( الشرح يحضب ) هو أول من
حمل لقب ملك سبأ وذي ريدان من الشبئيين ،، ومن أشهر ملوك هذه الفترة ( شعر أوتر )
والذي شن حرباً على العز (ملك حضرموت )
وألقى به شر هزيمة بعد معركة شرسة دارت رحاها في
( ذات غيل ) وحين أعاد الملك الحضرمي الكرة أصيب بهزيمة أخرى 0
·
هناك نقش أثري يقول أن ( شعر أوتر ) قد انتصر على الحضارمة
واستولى على عاصمتهم شبوة وكذا على ( قنا ) ميناء حضرموت الرئيسي ،،، كما قامت حرب
بين جيش ( شعر أوتر ) والأحباش خلف مدينة نجران التي كانت تحت سيطرة الأحباش حينها
0
·
الملاحظ في هذه الفترة التاريخية من اليمن أن أياً من
ملوكها لم يستطع أن يحمل اللقب بمفرده وأن هناك آخرين ينازعونه سلطانه وربما
انتزعوا منه العرش نهائياً ،، وتشير النصوص من تلك الفترة أن البلاد كان تمر بفترة
اضطراب عصيبة فالحروب مشتعلة هنا وهناك ،، وإلى هذه الفترة العصيبة من تاريخ اليمن
يرجع الكثير من الباحثين حملة الرومان على العربية الجنوبية 0
·
يحدثنا التاريخ أن الرومان بعد أن استولوا على مصر
بمساعدة الأنباط استطاع ( يوليوس قيصر ) أن يحكم الإسكندرية عام 47ق0م وأن الرومان
بدؤوا يفكرون في غزو اليمن وهكذا كان مشروع حملة ( اليوس جالليوس ) عام 24 ق0م0
·
وكل ذلك لأن اليمن تتمتع بخريات كثيرة ولأنها تحتكر طرق
النقل التجاري العالمي وحتى يجعلوا البحر الأحمر بحراً رومانياً ولكن المشروع
الروماني باءت بالفشل لأنهم لم يعملوا في حساباتهم اهتماماً لطبيعة تضاريس اليمن
الوعرة والطريق الصحراوي الطويل والشاق الموؤدي إليها وعدم قدرة الجيش الروماني
على تحمل العطش والحرارة الشديدة فكانت الإنتكاسة الشديدة لروما0
·
تقول بعض الروايات أن فشل الحملة الرومانية يعود إلى
دليل الحملة النبطي المسمى ( صالح ) والذي ضلل الجيش الروماني في متاهات وربوع
الجزيرة العربية ولذا فقد حكم عليه الرومان بالإعدام 0
·
الغريب العجيب أن المصادر العربية التزمت الصمت إزاء هذه
الحملة ،، والنجاح الوحيد للرومان في بلاد العرب هو أبان حكم ( كلاوديوس ) من ( 41-54م ) حيث استطاع
إخضاع مدينة عدن لفترة زمنية محدودة وإلا لم تخضع الجزيرة العربية على الإطلاق
لحكم الرومان0
·
المؤرخون والرواة العرب جعلوا بلقيس ابنة الشرح يحصب ،،
وبعضهم جعلها حفيدته ولا ريب في أن نقول بأن الشرح يحصب ولا ابنته قد عاصرا سليمان
عليه السلام فالأخير قد عاش في القرن العاشر قبل الميلاد والشرح يحصب طبقاً لأعلى
تقديرات عاش في القرن الثاني قبل الميلاد ،، فالبون شاسع إذاً بين الإثنين ،، فالقرن
العاشر قبل الميلاد إنما هو تاريخ متقدم جداً – في نظر الباحثين – لقيام دولة سبأ
نفسها حتى على بدايتها أيام المكاربة0
·
من أكاذيب الإخباريين أنهم جعلوا ملوك سبأ شعراء بينما
النقوش تدل على أن كتابة وقلم الجنوب مختلف جذرياً عن الفصحى التي نزل بها القرآن
وقالت بها العرب شعرها في الجاهلية !! ،، ويأتي هذا الكذب والإختلاق من الرواة
وعلى رأسهم ابن منبه !! 0
عصر الدولة
الحميرية
·
يتميز هذا العصر من عصر التاريخ السبئي بأن الملوك قد
حملوا لقب ( ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت ) وهذا يعني أن حضرموت أصبحت جزءاً
لا يتجزأ من مملكة سبأ ،، أما يمنات أو يمنت فهي لفظة جديدة لم تصل إلينا من قبل
ومنها ولدت كلمة ( اليمن ) التي توسع مدلولها في العصور
الإسلامية حتى شملت أراضي واسعة لم تكن تعد من اليمن قبل الإسلام 0
·
يقول بعض المؤرخين أن تبع من يملك اليمن وحضرموت والشحر
فإن لم يكن كذلك فهو ملك ،، أما أول من حمل لقب ( ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت
ويمنات ) فهو ( شمر يهرعش ) حوالي عام 290م ، وقد بالغ الإخباريون في أخباره
وتاريخه مبالغات لا يصدقها عقل ولا منطق وعلى رأسهم ابن منبه0
·
ثمم تتابعت ملوك حمير في الحكم حتى وصل الأمر إلى ( أبا كرب
أسعد ) وربما كان هو ( أسعد الكامل ) أو ( أسعد كامل تبع ) الذي يروي الإخباريون
أنه أول من تهود من التبابعة وأنه أول من كسا الكعبة 0
· ( أبا كرب أسعد ) أضاف إلى لقب ( ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات
) جملة ) وأعرابها في الجبال والتهائم ) فكان بذلك أول من حمل هذا اللقب 0
·
عثر ( جون فلبي ) في وادي مأسل الجمح على الطريق بين مكة
والرياض على كتابة دونت بمناسبة إقامة حصن في هذا المكان ، وقد استطاع العلماء أن
يستخلصوا منها عدة نتائج منها : 1- أن هذا المكان من جملة الأراضي التي خضعت لملك
( أب كرب أسعد ) ومن ثم فإن نفوذه قد تجاوز اليمن حتى بلغ هذه المنطقة في نجد0 2-
أن ( أب كرب أسعد ) قد أقام هذا الحصن في وادي مأسل ليكون معقلاً لقوات سبئية تحمل
هذا الطريق الذي يربط اليمن بنجد من هجوم القبائل التي تغير على قوافل التجارة 0
3- أن النص يذكر أن والد ( أب كرب أسعد ) هو ( حسان ملكيكرب يهأمن ) وليس ( ملكيكرب يهأمن ) ومن ثم تساءل البعض : هل نحن أمام ملك
واحد أم أمام ملكين مختلفين ؟!! 4- أن هناك طريق بري يربط المناطق المرتفعة
الزراعية بالمناطق الشمالية حيث يصل إلى شمال الطائف ثم يتصل بطريق الحجاز ويعرف
هذا الطريق بإسم ( درب أسعد الكامل ) نسبة إلى الملك ( أب كرب أسعد )0
الإحتلال
الحبشي لليمن
·
من أهم أسباب غزو الحبشة لليمن هو التنازع القبلي بين
أكبر قبائلها ( حمير وسبأ وكنده ) 0
·
أثارت النقوش العربية إلى أن الأحباش قد استولوا على
اليمن في عهد لم يذكر اسمه وأنهم قد قتلوا هذا الملك وأقياله على أن ( فنكلر )
يشير إلى أن هذا الملك الحميري هو ذو نواس 0
·
قبيل الغزو الحبشي لليمن دخل النجاشي في المسيحية بعد أن
كان وثنياً وقد أرسل له الرومان رجال الدين الذين يعلمونه وقومه مبادئ وأصول
الديانة المسيحية فتنصرت الحبشة وأصبح بينها والرومان علاقات دينية بالإضافة إلى
المصالح التجارية ،، وبعدها بدأت المسيحية تتسرب إلى اليمن فاعتنقها كثير من
اليمنيين 0
·
أما اليمن فكانت الديانة الرسمية للحميريين هي اليهودية
وتشير الروايات التاريخية أن ( أب كرب أسعد
) بعد أن عاد من إحدى غزواته في الشمال مر على يثرب يريد حرقها فخرج له
حبران يهوديان أقنعاه أنها بلاد الله التي سيهاجر إليها آخر أنبياء الله في أرضه
،، فاقتنع وأخذ الحبرين معه واعتنق اليهودية وسنها الديانة الرسمية لبلاده ومن هنا
بدأت اليهودية تتغلغل في اليمن حتى اعتنقها أغلبية الناس 0وبعد دخول المسيحية لأرض
الحبشة – كما قلنا سابقاً بدأت المسيحية تدب كديانة ثانوية في البلاد ولأقلية
محدودة 0
·
اهتمت المصادر المسيحية أيضاً بغزو الحبشة لليمن ومنها
أن ( قزماً ) الذي كان في الحبشة
أبان استعداد الأحباش لغزو اليمن ،، وأن سبب الحملة هو تعذيب ( ذو نواس ) لـ نصارى
اليمن 0
·
هناك رواية يونانية تذهب إلى أن ( ذا نواس ) ( Dunaas ) ملك حمير قد عذب نصارى نجران في عام 523م ، ومن ثم فقد قام
النجاشي بغزو اليمن ( حمير ) وفر ( Dunaas
) إلى الجبال حتى إذا ما واتته الفرصة انقض على الجيش الحبشي فأباده واحتل نجران
مما اضطر الأحباش إلى تنظيم حملة ثانية انتصرت على الملك الحميري وعينت بدلاً منه
الحاكم : ابرهه الحبشي أو ابراهام الحبشي أو ( Abrames ) 0
·
استطاع أبرهه أن يقضي على كل الثورات التي قامت ضده وأن
يحظى برضا مليكه النجاشي ثم أنه يتخذ خطوة خطيرة وهي بناءه لكنيسة ( القليس )
ليصرف العرب عن حجهم للكعبة المشرفة ولما لم تستجب له العرب قرر هدم كعبة مكة ،،
فأرسل الله له الطير الأبابيل هو وقومه في القصة المشهورة في القرآن الكريم في عام
570م0
·
ضاق اليمنيون بحكم الأحباش الإستبدادي كما أن الأزمة
الغقتصادية الخانقة زادت الطين بلة على الشعب اليمني 0
·
خلال فترة احتلال الأحباش لليمن ازداد استعمال الطرق
البحرية وذلك لأن اليمنيون فقدوا السيطرة على بحر العرب والبحر الأحمر فدخلت قوى
تنافسية جديدة في السيطرة على التجارة البحرية جعلت الطريق ينتعش أكثر من ذي قبل
وكانت هذه القوى هي مصر والرومان والهند ،، فتأمل أخي الكريم كيف تتابعت هذه
الكوارث على الشعب اليمني ووما زاد الطين بلة كذلك انهيار سد مأرب عام 543م والذي
أدى إلى ضرب الزراعة ضربة الموت الزؤام مما حول الأراضي الزراعية الخصبة إلى مناطق
جدباء مقفرة0
·
تقول الروايات العربية أن زعــيم حميري يدعى ( أبو مرة
بن ذي يزن ) أذله أبرهة الحبشي بأن أخذ منه زوجته ( ريحانة بنت علقمة ) والدة ابنه
الزعيم الحميري ( سيف بن ذي يزن ) وأنه تزوجها قسراً وأنجب منها ابنه الزعيم
الحبشي ( مسروق ) وابنته ( بسباسة ) فالتجأ أبوه أبو مرة بن ذي يزن إلى ملك الحيرة
عمرو بن هند 0
·
ذهب سيف بن ذي يزن أولاً إلى بيزنطة ولكنه أخفق في
مبتغاه لما يربط الروم من علاقات تجارية ودينية مع حلفائهم الأحباش 0
·
لجأ ابن ذي يزن إلى ملك فارس وبصعوبة بالغة استطاع
اقناع ( كسرى أنو شروان – الذي حكم
فارس بين امي 521-589م ) بمساعدته في
إخراج الأحباش من اليمن ،، فأبحرت الحملة إلى اليمن في ثمان سفن ،، غرقت اثنتان
وبقيت ست سفن وصلن إلى ميناء عدن ،، فخرج إليه مسروق الحبشي بجيش قوامه مائة ألف
من الرجال وانتهت المعركة بانتصار الفرس انتصاراً عظيماً ملكوا بعده سيف بن ذي يزن
على اليمن على أن يؤدي الخراج لكسرى كل عام وهكذا أصبح سيف بن ذي يزن ملك اليمن في
عام 575م 0
·
في العام 576م أو العام الذي يليه أقبلت قبائل العرب على
اليمن تهنئها بإخراج الأحباش من اليمن ،، وكان عبد المطلب بن هاشم على رأس قبيلة
قريش ومعه عبد الله بن جــدعان و أمية بن عبد شمس 0
·
يقال أن ابن ذي يزن انتقم من الأحباش وعاملهم معاملة
قاسية جداً وعندما واتتهم الفرصة وثبوا عليه وقتلوه ،، فانتقمت فارس لإبن ذي يزن
وأرسلت جيشاً أمرته بقتل كل من هو حبشي سواءً أكان رجلاً أم امرأة أم طفلاً ،،
فقتلوا كل أحباش اليمن وهكذا خلت الأحباش من اليمن ،، كما تقول الروايات أن كثير
من الفرس استمرؤوا أرض اليمن وآثروا الجلوس بها على أن يعودوا لبلادهم فأصبح
الكثير منهم إقطاعيين على مناطق متفرقة من اليمن 0
مملكة كندة
·
يكاد يجمع النسابون على أن كندة إنما هي قبيلة قحطانية
تنسب إلى كندة وهو ( ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة ) الذي ينتهي نسبه إلى
كهلان بن سبأ ،، وإنما كانت مساكنهم في جبال اليمن الشرقية مما يلي حضرموت ،، وأن
مدينة دمون كانت حاضرة لهم0
·
تعرف كندة في النقوش العربية الجنوبية بكدَت ( أوكده –
بتشديد الدال ) 0
·
أما عن بداية كندة فهذا شيء يلفه الكثير من الغموض وقد
توسع الإخباريون العرب في ذلك ،، وسنذكر كل تلك الروايات باختصار :
·
القول الأول : يقول بعض الإخباريين أن ( حسان بن تبع
الحميري ) كان أخاً لحجر آكل المرار من أمه ،، وأن حسان كان قد دوخ بلاد العرب
بغزوه حتى دانت له نجد ربما عام ( 480م ) وعندما أراد العودة إلى اليمن ولى أخاه
حجراً على ( معد بن عدنان ) كلها في نجد فأحسن ملكهم وكانوا راضين عنه 0
·
يختلف الإخباريون في أسباب هجرة الكنديين من الجنوب (
اليمن ) إلى الشمال ( نجد ) ،، فقال بعضهم إن حرباً قد استعرت بين الكنديين
والحضارمة ثم طال أمدها حتى كادت تقضي على الكنديين ومن ثم فإنهم اضطروا إلى
النزوح إلى الشمال 0
·
القول الثاني : في عهد ( الشرح يحصب ) كانت كندة ما تزال
مملكة مستقلة ،، وقد شارك ملكها ( مالك ) المسمى ( امرؤ القيس بن عوف ) في الهجوم
على قوات الملك الحميري ( الشرح يحصب ) وأخيه ( يازل بين ) إلا أن ملك كندة وملك عدن قد
منيا بخسارة نكراء بل إنهما أسرا وسيقا إلى الشرح يحصب الذي أطلق سراحهما مقابل ان
يأخذ ابنيهما رهبنة عنده وأن يتعهدا بعدم التحرش بقوات ملك وذي ريدان أو مساعدة
أعدائهما ،، وبذلك أصبحت كندة تابعة لدولة ( ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت )0
·
القول الثالث : وهو قول ابن خلدون : أن التبابعة كانوا
يصاهرون ( بني معاوية بن عنزة ) الذين
كانوا ملوكاً في دمون وأنهم بعد ذلك ولوهم على قبائل ( معد بن عدنان ) في الحجاز
وأن أول ملوكهم هو ( حجر آكل المرار ) وأن الذي ولاه هو ( تبع بن كرب ) أول من كسا
الكعبة 0
·
القول الرابع : أن سفهاء بني بكر قد غلبوا عقلاءها وأن
القوي منهم قد اكل الضعيف فاجتمع عقلاءهم وقرروا أن يولوا عليهم جميعاً ملكاً يقيم
العدل بينهم وحتى لا يختصموا من أي بيت سيكون هذا الملك قرروا الذهاب لتبابعة
اليمن وكانوا عندهم بمنزلة الخلفاء للمسلمين وطلبوا منهم أن يملكوهم فكان ذلك
الملك هو حجر آكل المرار 0
·
الرواية الأقرب للصواب أن ملك حمير قد أقام حجراً زعيماً
على عدة قبائل كان ملك حمير قد أخضعها في وسط شبة الجزيرة العربية فقامت بذلك دولة
يحمل رؤساءها لقب ملك 0
·
أياً كان السبب فإن الذي لا شك فيه أن الكنديين أقاموا
دولتهم بمعونة الحميريين وأنهم كانوا تبعاً لهم 0
·
أي أن الحميريين قد حققوا إقامة دولة تابعة لهم في
الشمال كوسيلة للسيطرة على القوافل التجارية وطريقها من الجنوب إلى الشمال ،،
فأصبحت كندة تابعة لتبابعة اليمن ،، وهناك نقش عربي يتحدث عن حملة قام بها الملك
الحميري ( أب كرب أسعد ) هو وإبنه ( حسان يهأمن ) واشتركت فيها كندة مع الحميرين
،، كما أن هناك مخربشة عربية جنوبية تؤكد أن ( حجر بن عمرو ) كان ملكاً لكندة 0
·
في حوالي عام 480م ، أصبح ( حجر بن عمرو آكل المرار )
ملكاً على كندة ثم خلفه ابنه المعروف بالمقصور ( عمرو بن حجر ) وسمي بالمقصور ربما
لأنه لم يوسع ملك أبيه وإنما اقتصر على ما ورثه من الأرض بل إنه لم يحمل لقب ملك
وإنما اكتفى بلقب ( سيد كندة ) وقد كان على علاقة طيبة بملوك اليمن فتزوج بنتاً
لحسان بن تبع أسعد الأكبر 0
·
حكم بعده ابنه ( الحارث بن عمرو المقصور ) وقد كان أقوى
ملوك كندة قاطبة وأشدهم بأساً وأعظمهم شخصية وأكثرهم طموحاً 0
·
حكم الحارث بن عمرو المقصور ( 495 – 528م ) تقريباً ،،
حيث استطاع أن يخضع قبائل بني بكر وتغلب وربيعة وبني أسد وبني كنانة ،، كما تقول
بعض الروايات أنه استطاع أن يوسع دائرة نفوذه إلى الحيرة ،، ثم إنه قسم ملكه على
أبنائه فكان حجراً على بني أسد وغطفان وكان شرحبيل على بكر بن وائل وكان معدي كرب
على قيس بن عيلان وغيرهم وكان سلمة على بني تغلب وغيرهم 0
·
اختلف في وفاته ،، فقيل أن المنذر الثالث هو الذي قتله
بعد أن استطاع أن يسترد الحيرة منه ،، وعلى كل حال فموت الحارث قد سدد ضربة قاصمة
لمملكة كندة ،، ثم إن أبناؤه من بعده اختلفوا وتقاتلوا فيما بينهم ويقال أن المنذر
الثالث كان السبب الرئيسي في إشعال نار الفتنة بين أبناء الحارث 0
·
توفي ( الحارث بن عمرو ) وله أربعة من الأبناء توفوا
كلهم بقصص دراماتيكية أبدع الرواة العرب بسردها وتخيلها لكن الثابت – والله أعلم –
أن أكبرهم كان ( حجر بن الحارث ) الذي آل إليه ملك كندة تلقائياً ،، فحاول استعادة
ما فقد من أراض أيام والده ولكنه فشل فشلاً ذريعاً ،، ومما زاد الطين بلة عليه أن
قبيلة بني أسد امتنعت عن دفع الأتاوة السنوية ،، فخرج إليهم على رأس جيش كبير وقتل
منهم عدداً هائلاً وأخذ منهم أسرى من أخذ ( كان الشاعر الجاهلي عبيد بن ألأبرص )
من ضمنهم 0
·
عقد بنو أسد العزم على الإنتقام فما زالوا يحاربونه
سجالاً حتى تمكنوا من قتله في النهاية ،، وكان أصغر أبنائه الشاعر الجاهلي المعروف
( امرئ القيس ) فبلغه خبر مقتل والده وهو في دمون بحضرموت ،، وأمه هي فاطمة بنت
ربيعة بن الحارث التغلبية ،، أخت مهلهل وكليب وائل0
·
استنجد امرؤ القيس بقبائل العرب ولكن دون جدوى ،، فعزم
الرحيل إلى ملك القسطنطينية ،، فاستقبله القيصر الروماني ( جستينان ) ( 527-565م ) استقبالاً حسناً ولكنه اعتذر
عن نصرته 0
·
تقول بعض الروايات العربية أن امرأ القيس أحب ابنة ملك
الروم وأحبته وكان بينهما هوى وشغف فبلغ ذلك القيصر فأهداه حلة مسمومة ما أن لبسها
الشاعر حتى أسرع فيه السم وسقط جلده ،، ولذلك سمي بــ ذي القروح 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق