الثلاثاء، 15 يونيو 2010

خواطر من كتاب تاريخ الثورة الفرنسية
للمؤلف حسن جلال
عبدالله أحمد الباكري
binbakry@hotmail.com


- الثورة الفرنسية هي ثورة سياسية واجتماعية واقتصادية 0
- عندما كانت الحوادث السياسية تعصف بفرنسا ، كانت انجلترا في أثبت حال من الإستقرار والهدوء ، ولم يكن ذلك لأن انجلترا تتمتع يقوانين معقولة حكيمة فحسب بل لأن أهلها 1- يتمتعون بحق المساواة أمام القانون ، 2- وكانت حرية الرأي والإجتماع مكفولة لهم ، 3- وكانت طبقة الأشراف منتشرة في طول البلاد وعرضها تتولى زعامة الرأي العام فيها ، 4- كما أن أبواب المجد والشرف مفتوحة أمام أصحاب الكفاءات والقدرات بغض النظر عن النسب مما أهل العديد منهم للنبوغ والشرف من أمثال نيوتن وليمنج ، 5- كما أن التعليم كان منتشراً في كافة أنحاء البلاد ولذا كانت من أقوى مميزات الشعب الإنجليزي تفوقه على كافة الشعوب في ولائه لمليكه واحترامه للقانون 0
- الظلم في ذاته لا يحدث الثورات وإنما يحدثها الإحساس بالظلم 0
- الحكومة تنشأ عندما يتعاقد أفرادها على أن يحكمهم رجلاً منهم وتعرف هذه النظرية بنظرية العقد الإجتماعي0
- كان روسو يدعو إلى التخلص من المدنية والحضارة والعودة إلى الطبيعة والفطرة الأولى حيث الحرية والمساواة 0
- نظرية العقد الإجتماعي : يخضع كل فرد في المجتمع إلى حكم المجموع مقابل قيام المجموع بحمايته والفرد يتنازل عن شيء من حريته مقابل تمتعه بالأمن المكفول له من بني جنسه ، وبذلك أبدل القانون الطبيعي ( قانون الطبيعة : كل شيء في الطبيعة هو ملك للجميع ، فلا ملكية ولذا فالجميع أحرار في كل شيء حرية عامة ) وبهذا القانون البشري أصبح على الأفراد واجبات على المجتمع ، وهذا الإتفاق يشبه التعاقد ومضمونة ، أي مبادلة واجبات بمزايا0
- الحكومة الإنجليزية أقدم الحكومات الملكية في العالم 0
- حالة الشعب الفرنسي قبل الثورة :
1- التفرقة بين الطبقات :
أ- الأشراف ب- رجال الدين ج- العامة

- حق الصيد يتمتع به الأشراف ( النبلاء ) فقط0
- لويس الرابع عشر يستنفد موارد الدولة0
- أشهر مقولات لويس 14 : ( أنا الحكومة ) ، وهو يمثل روح القرن السابع عشر بأكمله حتى إنه سمي عصر لويس الرابع عشر0
- فولتير كان القوة التي يرهبها كل سلطان عاش في القرن 18 0
- في عهد لويس 16 تقلد وزارة المالية ( طورجو ) وكان على فرنسا ديوناً باهظة وعجوزاً متراكمة فاتخذ طورجو سياسة التقتير والتوفير مما أغضب عليه البلاط والأشراف ورجال الدين وأهل الفساد فألصقوا عليه التهم ورموه بما رموه خصوصاً أنه كان صديقاً لفولتير الملحد 0
- لم يكن فولتير ملحداً بالمعنى الحقيقي لكلمة الإلحاد بقدر ما كان مؤمناً إلا أن اتهام الكنيسة له كان بالإلحاد لأنه فيلسوفاً 0
- بعد طورجو تولى الوزارة نيكر وهو أحد رجال المال المعروفين ولكن دخول فرنسا في حرب أمريكا – انجلترا وانحيازها إلى جانب الثوار الأمريكان جعل الخزينة الفرنسية تتحمل مزيداً من الديون والقروض ، فاستقال نيكر0
- الجمعية العمومية مكونة من ثلاث طبقات 1- رجال الدين 2- الأشراف النبلاء 3- الشعب 0
- طالب نواب الشعب بمساواة مقاعدهم مع بقية الطبقات فوافق الملك مكرهاً ، ثم طالبوا بتغيير مسمى الجمعية العمومية إلى الجمعية الوطنية 0
- كان الملك يرى أنه وحزبه هم أصحاب السلطة بحكم التقاليد وبحكم الواقع ، أما الشعب فلك يكن يستند إلا إلى النظرية الحديثة – نظرية روسو – الحكم يستمد من الأمة 0
- التاريخ العلمي الحقيقي للثورة هو 17 / 6 / يونيه / 1789م
- تشارلز ديكنز في روايته الشهيرة ( قصة مدينتين ) حكى فيها رواية الثورة الفرنسية وصورها تصويراً بليغاً 0
- سقوط الباستيل كان في يوم 14 / 7 / 1789م ، وما زال هذا اليوم تاريخ احتفال فرنسا بالثورة وبعيد الحرية 0
- بعد الثورة ، قرر الملك أن يستدرك الوضع فطلب لقاء الجمعية الوطنية وواساهم وقرر تعيين رئيس الجمعية الوطنية بوظيفة عمدة باريس فصفقوا له ورحبوا به وضموا لون الملكية الأبيض إلى علم الثورة الأزرق والأحمر وما زال ذلك العلم حتى اليوم0
- صياغة حقوق الثورة الفرنسية للشعب الفرنسي :
- 1- يولد الناس أحراراً ويعيشون أحراراً متساويين في الحقوق 0
- 2- الغاية من كل مجتمع انساني صياغة الحقوق الطبيعية للإنسان وهي أ- الحرية ب- الملكية0
- 3- كل سلطة مصدرها الشعب ولا يحق لأي فرد مهما كان منصبه اتخاذ القرار دون الشعب 0
- ميرابو : أحد أبناء النبلاء ولكنه انضم إلى جانب الثوار فكان خطيب الثورة المفوه 0
- هبت جيوش أوروبا الملكية لإنقاذ ملك فرنسا وعلى رأسها ملك النمسا وهو شقيق ماريا انطوانيت 0
- ملك النمسا وملك بروسيا يقسمان أن إذا أصيب أحد من الأسرة الملكية في قصر التويلري فإنهما سيحولان باريس إلى كومة من دمار 0
- الثوار يتهمون الملك بالخيانة لأنه استعان بالأجانب في الشأن الداخلي
- هجم الثوار على قصر الملك وقامت معركة طاحنة بين الحرس الملكي والثوار والتي انتهت بسحق الثوار للجيش الملكي بعد أن رفعوا جماجم الحرس على أسنة الرماح وتقدموا بها نحو القصر الملكي في التويلري 0
- نقل الملك بعدها إجباراً إلى حصن ( التامبل ) ومعه زوجته وابنه وبنته ومنعوهم من أي شيء فكان الملك يقضي وقته في تعليم أبنائه والملكة في التطريز0
- في تاريخ 21 / 9 / 1792م أعلن الثوار انتهاء الملكية وبدء عهد الجمهورية ، وفي الحقيقة أنه بدأ عصر ( الإرهاب )0
- بدأ الثوار يعلنون أنهم على استعداد تام لتخليص أي شعب أوروبي من أي استبداد ملكي 0
- بدأت الجيوش الفرنسية تزحف على الدول الأوروبية وقد حققت بذلك نجاحات ساحقة بينما الداخل كان يغلي من التطرف والإرهاب0
- قررت الجمعية الوطنية ( الثوار ) إعدام الملك ، ففصلوه عن أسرته فترة من الزمن وعندما حانت ساعة الإعدام دخلت عليه أسرته وارتمت زوجته على قدميه تبكي أما ابنته فقد أغمي عليها ، فقال كلمته الشهيرة : والله ، ما آليت جهداً في تحقيق سعادة شعبي طوال حياتي !! 0
- أما طفله ( ولي العهد ) فجعل يصرخ صراخاً يمزق القلب ، واستمر ذلك المنظر المؤلم زهاء ساعتين ساد فيهما العويل والنحيل 0
- وفي فجر اليوم التالي ( يناير 1793م ) ركب الملك العربة متجهاً إلى ساعة الإعدام ( ميدان الثورة ) ، وفي الساعة العاشرة والدقيقة العاشرة رفع الجلاد رأس الملك المقطوع للجماهير وهي تهتف بصوت واحد : فلتحيا الجمهورية ، فلتحيا الجمهورية 0
- لقد كان لويس السادس عشر طيب القلب محباً للإصلاح ، كان الملك يستسلم بضعفه للجبابرة الذين أطاحوا به ليستعين بأعداء الثورة على إخماد أنفاسها0
- بعد هذه الأليمة تعاونت انجلترا وأسبانيا وهولندا وبروسيا على تأديب الثوار الفرنسيين على هذه الجريمة البشعة ، فهبت جيوشهم نحو فرنسا وحققت بعض الإنتصارات حيث تمزقت فرنسا وكل دولة من هذه الدولة احتلت جزءاً منها ، ولكن قبضة الثوار استحكمت على باريس فكانت أبية على الإستسلام0
- وفي شهر أبريل تألفت لجنة الأمن العام من 9 أعضاء يتجدد انتخابهم كل شهر وخولت هذه اللجنة سلطة دكتاتورية مطلقة لتتولى كيفما تشاء أمر المحافظة على السلام في الداخل ودفع خطر الحلفاء في الخارج0
- ثارت بعض الولايات الفرنسية وأعلنت أن ابن لويس 16 هو ملك البلاد ولقبته بـ لويس 17 وتعهدت بحمايته 0
- طلبت إحدى فتيات باريس الجميلات لقاء الزعيم الثوري الشهير ( مارا ) وغدرت به وقتلته بطعنة مميتة في صدره ، وليحفظ التاريخ لهذه الفتاة الجريئة أنها هدمت أصلب أركان الثورة وأنها صاحبة الطعنة الأولى في قلب الإرهاب 0
- بعد ذلك تغيرت خطة الحلفاء من مقاومة الثورة ومحاربة الثوار إلى تقسيم فرنسا ككعة حرب بين الإنجليز والأسبان والنمساويين ، وأما الثوار فقد رأوا تغيير حساباتهم فشكلوا هيئة جديدة لحكم البلاد عرف تاريخها بـ عهد الإرهاب 0
- تألفت هذه اللجنة من روبسبير و كوتون وسان جوست ، وكانوا كلهم من اليعاقبة المتطرفين 0
- هذه اللجنة كان يرأسها روبسبير وكانت تسمى لجنة الأمن العام وكانت تتصرف ببساطة شديدة فكل من يخالفها توجه إليه تهمة الإشتباه ثم يحكم عليه بناءً على هذه التهمة ثم يساق إلى الجيلوتين ( المقصلة ) لتقطع رأسه ، وكم سيقت رؤوساً بريئة إلى الجيلوتين!!0
- ثم انصرفت هذه اللجنة إلى تجنيد الأمة ، واتبعت خطتها نفس البساطة وقررت تعبئة الأمة الفرنسية بأكملها فأما الشبان فيذهبون إلى ميادين القتال وأما الأزواج فيبقون في المصانع لإعداد الذخيرة وصناعة السلاح وأما الزوجات فيطبخن الطعام للجنود ويداوين الجرحى وأما الفتيات فينسجن مستلزمات التداوي والطبابة ، وأما الشيوخ فيخرجون للأسواق لرفع الهمم والمعنويات 0
- وبعدها ، حكمت لجنة الأمن العام على ماريا انطوانيت بالإعدام ، فجز شعرها وعندما سيقت عربتها لساحة الإعدام كان الناس يرمون عربتها بالقاذورات ، فأعدمت وألقت جثتها في العراء لمدة أسبوعين وهي لا تجد من يعنى باحتفار حفرة لها0
- كانت تهمة ( التآمر ) قد وجهت إلى الملكة ومعنى التآمر عند الثوار أي شيء ينتسب أو يتعلق بالأسرة الملكية !! 0
- بعد ذلك ، بدأ الإرهاب يمتد إلى رجال الثورة ، فأعدموا جميعاً وكان الشعب يهتف بهم وهم يساقون إلى المقصلة فلتحيا الجمهورية كما هتف للملكيين ، وهذه من غرائب التاريخ وعجائبه ، والغريب أيضاً أن الثوار كانوا يخرجون رؤوسهم من العربة ويصيحون فلتحيا الجمهورية ، فلتحيا الجمهورية !!! 0
- كان زعماء الإرهاب ثلاثة : دانتون وروبسبير ومارا 0
- حاول روبسبير الإنتحار ولكنه فشل وسيق إلى المقصلة وأعدم وذاق الطعم الذي طالما أذاقه غيره من الملكيين وأعداءه !! 0
- بعد موت روبسبير ألغيت محكمة الثورة واغلقت أندية اليعاقبة وأخليت السجون من كل نزلائها 0
- ومن الملاحظات في تاريخ الثورة الفرنسية أن فرنسا ما زالت تقيم الحكومة بعد الحكومة حتى عرفت بالتجارب أن الفرد لا يمكن أن يكون موضعاً للثقة وأن الأثرة وحب الذات لا تزال تجنح بأطهر النفوس وأشدها إخلاصاً حتى تميل بها إلى الإستبداد وأن أليق النظم ما كانت الرياسة فيه لأجل قصير 0
- خلاصة القول أن الثورة كانت نتائجها خطيرة عظيمة بقدر ما كانت تضحياتها كثيرة ومؤلمة أيضاً 0
- الثورة قاربت بين الإنسانية ومثلها الأعلى في المجتمع والحكومة ، ومن أجل هذا فإن التاريخ سيحفظ لضحاياها أنهم عبدوا لإخوانهم وأبنائهم من بعدهم هذا الطريق نحو الحرية والإزدهار 0
-
-

-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق