خواطر تاريخية من كتاب تاريخ حضرموت السياسي
للمؤرخ صلاح البكري اليافعي
- تريم مدينة عظيمة ، أضحت ذات يوم منارة العلم ليس في حضرموت فحسب بل في اليمن كلها 0
- كان طلاب العلم يؤمون تريم من عدن وشبوة وصنعاء وزبيد ، ثم يعودون إلى بلادهم أئمة في العلم والدين
- في سنة 317 هـ خرج من البصرة الشيخ أحمد بن عيسى – جد آل باعلوي – إلى تريم ، وأحبه الناس ووثقوا به إلا إن أبناءه من بعده رأوا في أهالي حضرموت السذاجة وحسن النية وسلامة الطوية ، فادعوا نسبهم إلى أهل البيت – حتى يبقى لهم هذا الشرف في ذريتهم من بعدهم – ولكن الحضارم لم يؤمنوا بادعائهم هذا لعدم وجود أدلة تثبت ما نقلوه 0
- بالرغم من عدم اتفاق الناس على ادعائهم لأهل البيت ، فقد بذل آل باعلوي كل مستطاع في توطيد مركزهم الروحي وقد تظاهروا بالصلاح والتقوى وعملوا بكل ما عرفوا به من الدهاء لجلب الناس إلى تقديسهم والتبرك بهم ، وقد نجحوا أخيراً وفازوا بالسلطة الروحية دون غيرهم ، وتهاوت أمام سلطتهم الدينية كل العادات الدينية حتى توغلت مكانتهم في أحشاء الشعب الحضرمي حينما شرع آل باعلوي يبنون القباب على بعض موتاهم ويدعون الناس إلى تقديس تلك المقابر والتوسل إليها0
- تركت بعض قبائل حضرموت السلاح واتجهت إلى العلم والتجارة كآل باكثير وآل مرتع وآل اسحاق وآل باجابر ، وكذلك أغلبية سكان حورة وهينن وحميع هؤلاء من كندة0
- أرسل إمام اليمن جيشاً لإسقاط الدولة الكثيرية ونجح هذا الجيش وأصبح السلطان الكثيري يعين من قبل الإمام فترة من الزمان حتى استقل الكثيريون عن نظام صنعاء0
- ملك حضرموت كان بيد آل كندة ثم انتقل إلى آل كثير ثم شاركهم في الحكم آل يافع ، والملاحظ على أن آل كندة وآل كثير وآل يافع هم ليسوا من سكان حضرموت الأصليين ، وفي هذا دلالة على أن أهل حضرموت لا يحبون الحروب والقتال وإنما هم أهل تجارة وعلم 0
- من آهم مآخذ المؤرخين على آل يافع في حضرموت أنهم لم يبذلوا من أموالهم شيئاً لتنشيط الحركة العلمية في حضرموت وإنما كان همهم متركز في السياسة ، كما أنهم خلال إحدى فترات حكمهم لم يوسعوا نطاق حكمهم ولم يعملوا على توثيق علاقتهم مع القبائل المتاخمة مثل نهد والعوابثة والجعدة وقبائل دوعن ، بل اكتفوا بالحكم في دائرتهم الضيقة مثل تريم وسيئون وشبام والشحر ، بالرغم أن كل المؤشرات التاريخية كانت تشير إلى أنهم كان باستطاعتهم حكم حضرموت وتوحيدها بشكل كامل خلال فترات الضعف الكثيري وتنازع أمراءه على الحكم
- أصاب القعيطيون وأهل يافع ما أصاب آل كثير من تنازع الأمراء على الحكم ، فضعف سلطانهم وأصبح النصر سجال بينهم وبين آل كثير 0
- أصبحت سيئون متداولة الحكم بين آل يافع وآل كثير0
- من أهم عوامل ضعف دولتي آل كثير وآل يافع تنازع أفراد السلطنتين على الحكم0
- كان الجمعدار عبدالله علي العولقي زعيماً للعرب في حيدر أباد ، وكان له طموح في إيجاد دولة عولقية في سواحل حضرموت ، وقد أرسل له آل كثير تأييدهم في طموحه عسى أن تكون دولته أفضل لهم من آل يافع ، فابتنى له حصناً منيعاً وأسماه الصداع ، بالقرب من غيل باوزير ، وأسكن فيه أهله وعبيده 0
- ولكن زميله الجمعدار عوض بن عمر القعيطي قابله وجهاً لوجه في حيدر أباد ووعده بأنه ذاهب إلى حضرموت لدك الحصن 0
- سافر عوض القعيطي وبصحبته رجال من يافع وعدد من الهنود إلى سواحل حضرموت ، واستطاعوا أن ينتصروا على العوالق وآل كثير هناك ، ودكوا حصن الصداع وأرسل القعيطي تراباً منه إلى الجمعدار ال عولقي في حيدر أباد ، وتقول الروايات التاريخية أنه مات كمداً من ذلك !! 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق