الثلاثاء، 24 أبريل 2012

خواطر من كتاب القلب يمتلئ ذهباً


خواطر من كتاب القلب يمتلئ ذهباً
أنيس منصور
عبدالله أحمد الباكري
·       الفاطميون أدخلوا إلى مصر الحلويات والبسكويت والكعك والغريبة والكنافة والقطايف ،،، والزعيم المصري أحمد عرابي عندما نفي إلى سيرلانكا علم أهلها الإسلام بالإضافة إلى القطايف والكنافة 
·       قصة الكرواسان : معناها بالفرنسي الهلال ، وقصة اختراعها تعود إلى النمسا ، فعندما دخل الأتراك العثمانيون النمسا واحتلوا فينا ، ضاق بهم الشعب النمساوي ولأن العلم العثماني فيه شعار الهلال ، قام الشعب بصنع الخبز على شكل هلال وكانوا يدخلونه النار ألوف المرات في اليوم ،، وكانوا سعداء بهذا التعذيب للهلال وكأنهم بهذه الطريقة انتقموا من الإحتلال العثماني ،، لأن فرنسا تفوقت في صناعته فقد اشهرته في بقية دول العالم وقد احتفظ باسمه الفرنسي وليس بالألماني الذي ولد به 
·       الأديب الفرنسي بلزاك سكن في غرفة ضيقة خانقة ، لا هواء ولا ضوء ، وعندما يستريح من الكتابة كان يكتب على الجدران بالفحم مثل هذه العبارات : هنا توجد لوحة دافنشي ، وهنا لوحة للفنان رافائيل ثم يستأنف الكتابة وقد وضع جواره دلواً من القهوة 
·      
كان الناس يسخرون من حافظ ابراهيم وكيف أنه يرتدي بدلة لا يغيرها صيفاً ولا شتاءً فكان يرد عليهم قائلاً : لن أغيرها ، لأن فيها صفتين : الوحدانية والقدم !!
·       شقة الأستاذ العقاد ضيقة وكتب الأستاذ طه حسين صغير ، إنه يجلس بالقرب من الباب والجدران كلها كتب ، وفيلا أمير الشعراء صغيرة ، غرفها صغيرة وسريره صغير ، ومكتبه كذلك ، والغريب العجيب أنه حتى هو نفسه صغير الحجم !! 
·       الموسيقار الشهير ( موتسارت ) بيته صغير والبيانو التي يعزف عليها صغيرة وسريره كذلك ، وكل ذلك لأنه كان قصيراً 
·       يقال إن دافنشي استعان بفرقة موسيقية أثناء رسمه للوحة الموناليزا ، كما يحكى أنه استعان بأحد الأشخاص لكي يروي نكتاً ونوادراً يجعل السيدة تبتسم دون أن تقهقه !! ، وقالوا بل كانت حامل وسعادتها في هذه الإبتسامة ، فهي لا تبتسم لأحد وإنما تبتسم لنفسها ،،، سعادتها مما تشعر به في أعماقها 
·       يقال إن أكثر المجتمعات اضطراباً وتوتراً وقلقاً هي التي يكثر بها تسوس الأسنان ولعل الإكتئاب المنتشر فيها هو السبب ،، حيث أن الناس يلجؤون إلى الشوكولاته والسكاكر لتهبيط معدل هرمون السيرتونين الإكتئابي 
·       يقول الفيلسوف الألماني الشهير شوبنهاور : ماهي قدرتك على الصمت أقول لك من أنت ؟؟ 
·       كنت أنظر إلى السماء 00 الله على العظمة الصافية ،، الله على الروعة 00 لقد كانت نظراتي صلوات وكانت أنفاسي ابتهالات 00 وضايقني أن قلبي له صوت ،، فأمام هذا الجلال يجب أن يسكت كل شيء 
·       يقول العقاد : إن هناك أساتذة جامعات يرون انهم إذا ذهبوا إلى السوربون أو أكسفورد فهم أكثر علماً من الذين لم يذهبوا إلى الجامعة ،، لو صح هذا لكان حذائي أكثر فهماً للفلسفة والأدب بحكم معاشرته لي 

خواطر من كتاب اسئلة الثورة للشيخ سلمان العودة


خواطر من كتاب ( أسئلة الثورة )
للشيخ / سلمان العودة
إعداد : عبدالله الباكري
·       الثورة لا يرتب لها أحد ولا يخطط لها الناس ولكنها تنفجر على حين غرة ، حين تسد طرق الإصلاح وتوقف عمليات العدالة 0
·       بين شرط القرشية ومفهوم الطاعة :
·       قال عياض : اشتراط كونه قرشياً ، مذهب العلماء كافة !! ، والرد على الذين يقولون بذلك ، قول سيدنا عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لاستخلفته
·       الظاهر من موقف الأنصار يوم السقيفة أن لبعضهم رأياً آخر 0
·       شرط النسب أقرب إلى أن يكون اعتباراً أن العرب آنذاك كانت لا تدين إلا لهذا الحي من قريش 0
·       تيه المثقف والفقيه :
·       بعد الحرب العالمية الثانية ، كتب فرانسوا فوريه مقالاً بعنوان ( تيه المثقفين بعد الحرب العالمية الثانية ) وبعد الثورة الجزائرية ضد الإستعمارالجزائري ، كتب مالك بن نبي : تيه المثقفين الجزائريين بعد الثورة 0
·       والآن ونحن نعيش ربيع الثورة العربية يبدو أن ثم حال يمكن أن نسميها تيه المثقفين بعد الثورة العربية 0
·       دوري في هذا الكتاب هو كما قيل : خذ من هنا ثم ضعه هنا ثم قل : ألفت هنا 0
·       أولاً : إصلاح ما قبل الثورة :
·       الخيار الأفضل للمجتمع أن يمارس عملية التغيير ، ويواكب الإحتياجات المتجددة باستمرار ، وقد ابتكر الإنسان في العديد من الدول الآليات التي من شأنها أن تقيس نبض المجتمع وترسم الإستجابة الملائمة وكأن ما يدور في ضمائر الناس وخلدهم ويتردد في أحاديثهم الخاصة ومجالسهم المغلقة بعفوية هو تعبير صادق عما يجب أن يحدث 0
·       مهمة مراكز الدراسات والأبحاث هي أن تضع بدقة الرسوم البيانية والأرقام والإحصائيات حول اهتمامات الناس ورؤاهم وتطلعاتهم لتعكس السياسات هموم الناس 0
·       توقع كارل ماركس أن الدول الرأسمالية الكبرى كإنجلترا وألمانيا هي التي ستشهد الثورات لوجود طبقة مسحوقة في مجتمع ثري ولكن هذا لم يحدث وحدثت الثورة في مجتمعات ودول فقيرة ( روسيا القيصرية ) و ( الصين ) والسبب هو سرعة إدراك الحاكمين في أوروبا للخطر المتمثل في النظرية الشيوعية فمنحت المسحوقين والفقراء والعمال حقوقاً أبعدتهم عن أفكارالثورة وكانت تلك الإجراءات كفيلة بنزع فتيل الثورة 0
·       وفي التاريخ الإسلامي ايضاً ما يشبه هذا الدواء ، فقد كتب الجراح بن عبدالله ، والي خراسان إلى عمر بن عبد العزيز : سلام عليك ، أما بعد : فإن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم وإنه لا يصلحهم إلا السوط والسيف ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك فعلت 00 فرد عليه عمر بن عبد العزيز : أما بعد ، فقد بلغني كتابك ، تذكر فيه أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم وانه لا يصلحهم إلا السيف والسوط ، وتسألني أن آذن لك ، فقد كذبت ، بل يصلحهم العدل والحق فابسط ذلك فيهم ، والسلام 0
·       العقد الإجتماعي :
·       لا بد من القول بالتعددية والإختلاف كمقدمة لا غنى عنها ، بصياغة عقد اجتماعي متوازن ، يوفق بين منازعات البشر حيث تتباين همومهم ومصالحهم ويضمن للجميع حقوقهم على قدم المساواة في المشاركة السياسية وإدارة شؤون الوطن 0
·       هذا العقد هو التعاقد بين طرفين يحفهما الرضى ( عن تراض منكم ) على الإيفاء بالشروط والإلتزامات ( أوفوا بالعقود ) بين السياسي والناس لأجل تأمين الحقوق والحريات والأمن0
·       نقول : إن التغيير أياً كانت صوره وأدواته ، مغامرة تستحق أن تخاض للخروج من هذا المستنقع الآسن وفتح صيرورة جديدة ، لعل أهم ما فيها : تقديم دور الناس في تقرير مصيرهم وصياغة مستقبلهم دون إقصاء أو وصاية من أحد0
·       قاعدة مهمة في الثورات : من لم يدفع ثمن التغيير فسوف يدفع ثمن عدم التغيير 0
·       هناك نماذج دولية على تأسيس الديمقراطية والعدالة وبالتالي النهوض والتقدم الحضاري دون سكب قطرة دم واحدة ككندا 0
·       كندا صنعت ديمقراطية دون ثورات أو حروب0
·       يعتقد بعضهم أنه في مأمن من التغيير ويحتج بامتداد الدولة لعشرات السنين ، وهو بهذا كمن يحتج لشيخوخته على أنه في مأمن من الموت 0
·       ثانياً : هل التاريخ يعيد نفسه ؟ !! 0
·       تاريخ الثورات في العالم الإسلامي طويل بدءاً من الخروج على عثمان ، وثورة الفقهاء والخوارج وغيرها لكن الثورة العباسية تكاد تكون هي الوحيدة التي نجحت في إقامة دولة استمرت لقرون !! 0
·       لم يستطع النظام الملكي الفرنسي في القرن الثامن عشر مسايرة تحولات المجتمع مما أدى إلى تظافر مجموعة من العوامل لقيام الثورة منذ عام 1789م ، واستمرت تداعياتها لسنوات طويلة فأفرزت أزمة اجتماعية واقتصادية وسياسية ،، واحتاجت إلى أكثر من ( ثمانين عاماً ) حتى تؤسس نظاماً ديمقراطياً ،، فيعد عشر سنوات قام ضابط في التاسعة والعشرين من عمره ( نابليون بونابرت ) بالإستيلاء على السلطة حتى هزم في معركة واترلو 0
·       وبعد ( 26 ) عاماً من الثورة ، عادت الأسرة الملكية إلى الحكم ، وكأن مئات الآلاف لم يذبحوا تحت المقاصل أو في الحروب0
·       في عام ( 1830م ) ، قامت ثورة أخرى واقتلعت طاغية من السلطة ليحل محله طاغية أخرى حاول أن يمسح آثار الثورة 0
·       في عام ( 1848م ) ، عاد الشعب إلى الثورة ونزل الناس إلى الشوارع واقاموا المتاريس 0
·       بعدها أعلنت الجمهورية الثانية ،، فهدأت الجماهير وظنت أنها انتصرت على حكم الفرد ولكن رئيس الجمهورية ( لويس نابليون ) سار على خطى عمه فاستاثر بالسلطة ورضخ الشعب المنهك 0
·       هزيمته العسكرية أمام بروسيا عام ( 1870م ) سببت ثورة جديدة ، وقامت الجمهورية الثالثة واستقرت الأمور ،، وهكذا فتاريخ اوروبا سجل حافل للثورات والإرتداد عليها0
·       من الغريب العجيب أن الجماهير قد ثارت يوماً ما بإسم الفاشية أو النازية في أكثر دول أوروبا رقياً وتحضراً وكانت تلك الإستبداديات جاءت أساساً عبر شكل ديمقراطي لكن ذلك الشكل الديمقراطي يضع الشروط المفترضة لمكافحة الإستبداد 0
·       يقول كارل بوبر في ( درس القرن العشرين ) بان أهم أساسيات الديمقراطية هو صياغة نظام يمنع كافة اشكال الإستبداد الحزبي أو الفردي أو العائلي أو الطائفي 0
·       ثالثاً في مفهوم الثورة :
·       ( ريموند وليام ) صنف كتاباً خاصاً في ذلك ، والتي تعنى بـ  ( الحركة الدائرية ) والدوران هنا يعني ( دولاً ) فيصبح الرؤوس في الأعلى والأدنى رؤوساً ، وهنا نشير إلى اللفظ القرآني ( وتلك الأيام نداولها بين الناس )  ليقول وليام بأن الثورات بدأت كمفهوم يدير الحالة من رعية إلى راع ،، كما يقول شوقي :
·                                  وأصبحت الرعاة بكل أرض    على حكم الرعية نازلينا
·       الثورة تختلف عن الإنقلاب العسكري المفاجئ والمنفذ من فئة معينة ترفع شعارات ثورية وطنية ثم تستاثر بالحكم 0
·       الثورة في الحقيقة غضبة عامة 0
·       يقول المؤرخ الفرنسي الشهير توكوفيل : إن أخطر أسباب الثورة هي برامج الإصلاح المتوقفة أو المتعثرة لأن الناس وصلوا إلى مستوى يعرفون فيه أهمية الإصلاح ويعون ضرورته ، ويرون أهمية الإستعجال به والإنخراط فيه 0
·       توكوفيل قال هذا بعد دراسة للعديد من الحالات الثورية 0
·       الثورة محاولة تجاوز الفرق الشاسع القائم بين الحاكم والمحكوم فهي مساواة بين المحكوم والحاكم عبر إعادة الإعتبار للعقد الإجتماعي 0
·       يقول هنري كسينجر بعد الثورات العربية : إن المحتجين الغاضبين يعرفون جيداً كيف يلتقون ولكنهم بعد أن يسقط النظام لا يعرفون ماذا يريدون أو يقدموا 0
·       يقول الشيخ محمد عبده : إن القيام والثورة على الحكومات المستبدة إنما يكون دائماً من الطبقات الوسطى المتعلمة 0
·       خامساً / متى تحدث الثورة ؟ !! ،،،، الإجابة : لا أحد يعرف !! 0
·       الفصل الثاني : الثورة وسؤال المشروعية ،، أولاً : الفقه السياسي الإسلامي : هل يحتاج إلى مراجعة ؟!! 0
·       ما السياسة الشرعية ؟
·       يعبر عدد من الفقهاء عن السياسة أنها : نيابة عن صاحب الشرع كما يقوا ابن خلدون أو قائم مقام النبوة كما يقول الماوردي ،، وفي هذا شيء من اللبس لأنه يضع السياسة وكأنه من ضمن المقدس ،، أما ابن عقيل الحنبلي فيرى أن أساس السياسة هو العمل الذي تعرف فائدته بالتجربة أو الخبرة ،، وإن لم يكن له ذكر في الشريعة ما دام لا يصادم نصاً 0
·       أخطأ علي عبد الرازق في كتابه ( الإسلام وأصول الحكم ) عندما رأى أن الخلافة ليس لها أصل في الشرع 0
·       لا تجد في الكتاب والسنة تفصيلات كثيرة في طبيعة الحكم وانتقاله وتفصيل العلاقة بين الحاكم والمحكوم ولكن الذي يشمل هذه المعاني وغيرها قوله صلى الله عليه وسلم : انتم أعلم بأمر دنياكم 0
·       وفي حديث بريدة رضي الله عنه مرفوعاً ( وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ) 0
·       أي أن العهود والمواثيق تقام على أسس العدالة والعلاقات الإنسانية ولا توضع على ذمة الله ولا ذمة رسوله 0
·       ابن تيمية ذكر بأن السياسة الشرعية تقوم على مبدأ الأنفع والأصلح للعمل والإدارة والسياسة وليس الأتقى والأكثر تديناً 0
·       لقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم البلاد والقبائل غالباً على ما هم عليه واكتفى بدخولها الإسلام وإرسال العمال لجباية الزكاة أو التعليم فقط 0
·       كان الأمر أقرب إلى حكومة لا مركزية تحقق الإتباع والطاعة وتسمح بإنفاذ الدعاة وتمنح كل ناحية أو قبيلة خصوصيتها ولا تتعمد إدخال تعديلات عليها إلا فيما هو معالجة للخطأ 0
·       وقع خلاف بين الصحابة والمسلمين بعد استشهاد عمر رضي الله عنه وكان ظاهراً مكشوفاً للناس ولم يتم في غرف مغلقة كسقيفة بني ساعدة ولم يوظف المتحاربون الدين كـ خادم للمعركة بل تحدثوا عن أحقية واجتهاد لا غير 0
·       كان الخلاف سياسياً إذاً 0
·       يمكن القول أن رأي الشيعة في الإمامة هو نقل لها عن بشريتها وعن حق المواطن فيها لتكون تفويضاً إلهياً وتحويل للمسألة من باب السياسة الشرعية التي لا تحكمها النصوص القطعية ولا الثوابت إلى مجال العقائد والإيمان 0
·       الخلافة والملك
·       أشار ابن تيمية إلى أن الخلافة وإن كانت هي النمط الأفضل من الناحية النظرية إلا أنها قد لا تناسب الأوضاع المختلفة وربما كان الملك أو غيره هو الأنسب إذا ما توافر العدل 0
·       حاول بعض الخلفاء من بني أمية حمل الناس على الجادة القاصدة والنمط المثالي ، وظنوا أنهم يتأسون بعمر بن الخطاب رضي الله عنه أو بعمر بن عبد العزيز فآلت الأمور إلى أن يثور الناس عليه حتى قيل إنهم شربوا دمه !! ، والسبب ليس نقصاً في الإخلاص ولكنه لم يكن قارئاً جيداً للمتغيرات 0
·       بعد إنتهاء الخلافة وتحول الأمر إلى ملوك بني امية ثم ملوك بني العباس ، تحول الحكم إلى الأثرة وحكم الفرد معتمداً على ثلاث أسس : 1- القدر ، كمصر للشريعة ، فهو يوحي للناس أنه القدر الإلهي الذي لا راد له وكأن الإعتراض عليه هو اعتراض على الله عز وجل ولذلك طرأت على الفكر الإسلامي ( الجبرية ) عبر إشاعة أن الحكم قدر جبري محض ليس لأحد تحويله ، 2- العطاء وتوظيف المال لكسب الشعبية ، 3- الشوكة والتغلب كمصدر للتسليم والإستقرار وتاسيساً على هذا المعنى ، يبدو أن المشكلة ليست مع طبيعة النظام الإداري ( خلافة أم ملكية أم جمهورية أم إمارة ) وإنما الشأن في تحقيق العدل والإخلاص وفصل السلطات وعدم تكدس المسؤولية لدى شخص واحد 0
·       لا يحسن أن نتعامل مع التاريخ الإسلامي عامة أو التاريخ السياسي خاصة أنه مرجعية مقدسة بل كمعمل لتجربة انسانية تستفاد في خطئها وصوابها 0
·       فقه الأحكام السلطانية
·       بعض ما كتب في تلك المرحلة كان متأثراً بالواقع أو بالثقافة المجاورة ، خصوصاً الفارسية التي نقلوا منها إلى العربية بروتوكولات السلطان والحكم فمنحت الحاكم شيئاً من القداسة حتى توسعوا في الألقاب التفخيمية وبروتوكولات الخطاب والمجالسة والدخول ،، وهكذا 0
·       الفقهاء الذين أيدوا التفخيم السلطاني كالماوردي وابو يعلى والجويني والغزالي معذورون لأنهم مجتهدون ضمن الظرف التاريخي الذي عاشوه 0
·       فقه الضرورات
·       في التاريخ الإسلامي تحدث الفقهاء عن ( شرعية المتغلب ) ولكن ذلك كان نتاج غياب المؤسسات الإجتماعية والدينية القادرة على ترجيح الكفة وغياب دستور واضح يحدد الحقوق والواجبات 0
·       وبسبب حرصهم على وحدة الأمة وتجنب الإنزلاق إلى حروب أهلية في مجتمعات هشة ،، رفضوا استمرار الإنقسامات حتى ولو كان الثمن تبرير السلطان الجائر !! 0
·       إن ذلك حكم واقعي متصل بظروف العصر وثقافته وطبيعته وليس حكماً شرعياً مطلقاً0
·       الدور هل هو للشعوب أم لأهل الحل والعقد ؟
·       باستثناء حالة الخلفاء الراشدين ، لم يوجد في التاريخ الإسلامي مؤسسة معينة بمعرفة رأي النخبة وإجماعها سواءً كانت نخبة علمية أم قيادة اجتماعية 0
·       التاريخ الإسلامي كله تاريخ نخب ، والثقافة السائدة تنطوي على التقليل من شأن من يسمونهم بـ ( العامة ) وينبزونهم بـ الرعاع والهمج والغوغاء 0
·       الحق لمن ؟
·       الحق هو للأمة ،، فهي الأصل ، وهي أحد طرفي العقد والحاكم هو الوكيل أو النائب عنها وليس الحكم تفويضاً إلهياً ، والبيعة عقد تراص لا إذعان فيه باتفاق السلف المتقدمين 0
·       يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لقد هممت ألا أدع والياً أكثر من أربع سنين ،، إن كان عادلاً مله الناس وإن كان جائراً كفاهم من جوره !! 0
·       رابعاً : الثورة والفتنة
·       ارتبط مفهوم الثورة جزئياً من الناحية التاريخية بمعنى سلبي كثورة الزنج وثورة القرامطة ،، كما ارتبطت بالفشل والصلب والسجن التي هي ثمرة عدم تقدير العواقب 0
·       أما الفتنة فهي تقويض العمران وتمزيق الوحدة والقضاء على السلم الإجتماعي 0
·       أو هي الإنتقال من الدولة إلى الحرب الأهلية أو اللادولة 0
·       خامساً : الثورة بين السلمية والعنف 0
·       اللجوء إلى العنف مبدأ خطير يفتح الباب واسعاً للحروب الأهلية ، عكس الحراك السلمي المدروس الذي يؤدي غالباً دوراً إيجابياً 0
·       أجد في السنة النبوية تنبيهاً شديد الوضوح على أهمية الحراك السلمي والتعبير عنه بـ ( الإعتزال ) كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه أنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يهلك أمتي هذا الحي من قريش ، قالوا : فما تأمرنا به ، قال : لو أن الناس اعتزلوهم 0
·       تمنى النبي أن يعتزلهم الناس ، بمعنى ألا يتجاوبوا معهم مما ينقض عليهم مشروعهم ويقوض سلطتهم ، هي إذاً مقاومة سلمية أو عصيان مدني وامتناع من الوقوف معهم وتعزيز مواقعهم
·       يعتبر ( هنري ثوروا ) الأب المؤسس لنظرية العصيان المدني حين امتنع عن دفع الضرائب احتجاجاً على قانون العبودية والحرب على المكسيك سنة 1846م 0
·       سادساً : من يقف خلف الثورة ،، الحزب أم المؤامرة ام الشعوب ؟؟
·       جرت العادة أن الإنسان حين يعجز عن تحليل حدث مفاجئ يميل إلى نسبته لمؤامرة خفية كانت تعد له منذ زمن طويل 0
·       العقلية العربية تميل غالباً إلى نظرية المؤامرة لأنها تعفيها من تبعات المساءلة والنقد وتجعلها ضحية لتكالب الآخرين عليها 0
·       الكثيرون لا يؤمنون بقدرة الشعوب على تحرير نفسها ،، وهذا ليس صحيحاً دائماً والتاريخ يشهد على ضعف الأنظمة الديكتاتورية وإمكانية انهيارها بشكل سريع أمام ضغط الجماهير0
·       الجماهير تحتاج لقائد لا يقنعها بالمنطق بل يجذبها بسحره وهيبته الشخصية ولغة الشعارات البسيطة والحماسية وقد يتحول هذا القائد إلى طاغية يبطش بإسم الجماهير 0
·       يؤكد العديد من الباحثين والمفكرين أننا في زمن الجماهير وأن هذه القوة الجديدة ستمتص القوى الأخرى 0
·       إن فهم نفسية الجماهير سيغير كثيراً من التصور حول دوافع هذه الثورات 0
·       الجماهير هي اللاعب الأول والأساسي لحدوث الثورات ، وقد يقدح زنادها حدث صغير كما حصل مع البوعزيزي حيث أن اللطمة التي أخذها من الشرطية عندما امتنع عن مغادرة عربته المتجولة أسقطت خمس عروش عربية ،، والكلمة التي قالتها الشرطية : ارحل ، تحولت إلى شعار لهذه الثورات 0
·       الشهادة هي إحدى أهم محركات الثورة وكان شعار الثورة في إيران ( الشهيد روح التاريخ )
·       ما بعد الثورة : تساؤلات في مفاهيم ملتبسة  أولاً : دول ما بعد الثورة وسؤال تطبيق الشريعة 0
·       السيادة والمفهوم :
·       تطبيق الشريعة يعني إنفاذ الأحكام ، وأقرب شيء يتبادر إلى الذهن هو إقامة الحدود على الزناة واللصوص والسحرة ،، ولكنهم يتجاهلون الظروف الموضوعية والشروط الشرعية لإقامة العدالة الإجتماعية والسياسية أو على الأقل الحد الأدنى من العدالة التي جاءت بها هذه الأحكام 0
·       قال عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز لوالده : ماذا تقول لربك إذا لقيته وقد تركت حقاً لم تحيه وباطلاً لم تمته ،، ما يمنعك أن تمضي لما تريد من العدل 000 فقال له عمر : لا تعجل يا بني ،، فإن الله تعالى ذم الخمر في القرآن مرتين ثم حرمها في الثالثة ،، وبحسبي ألا يمر يوم إلا وأنا أزيل منكراً أو أنشر معروفاً حتى ألقى الله 00 وإني اخاف أن أحمل الحق على الناس جملة فيدفعوه جملة ويكون من هذا فتنة !! 0
·       ( هوية الدولة بعد الثورة – دينية أم مدنية )
·       المدنية مصطلح مدني فضفاض ويمكن استخدامه على أكثر من وجه ، والعبرة بالدستور والأحكام الضابطة للحراك السياسي وكثير من المسلمين لا تناقض عندهم بين الدولة المدنية والدولة الدينية 0
·       اسلامية الدولة تعني التزامها بالقيم الدينية والإسلامية وأن الشريعة إطار قراراتها وخياراتها أما المدنية فتعني التزام الأمة أو الشعب بالترتيبات الإجتماعية الإنسانية التوافقية بين جميع فئات المجتمع 0
·       ولكن مصطلح الحكومة الدينية موهم ،، فهو تاريخياً ارتبط بمعنى الثيوقراطية أو حكم رجال الدين ،، وهو الشيء الذي لم يكن حاضراً في الفكر الإسلامي ولا التاريخ الإسلامي إلا مع نظرية ولاية الفقيه المستحدثة في الفكر الشيعي !! 0
·       ففي  هذه المصطلحات ( الدولة المدنية ) تعني وجود العقد الإجتماعي المدني بين سلطات الدولة ومؤسساتها القائم على العدالة وتوزيع السلطة 0
·       يجب إذاً فصل السلطات الثلاث ( التشريعية والقضائية والتنفيذية ) بشكل واضح لكي تبقى الحكومة المركزية متوازنة وبعيدة عن الفساد 0
·       إن فصل السلطات فقه عمري حين قال لمعاوية وهو أمير الشام : إنه لا سلطان له على عبادة بن الصامت وهو قاضي فلسطين 0
·        
·       الحل الديمقراطي في النظام السياسي في الإسلام
·       الذين ينتقدون الديمقراطية ويأتون بعيوبها ، عليهم أولاً إظهار عيوب الإستبداد والظلم لأن الديمقراطية كما يقول تشرشل : النظام الأقل سوءاً 0
·       ما هو الموقف الإسلامي من الديمقراطية ؟
·       تم الإتفاق على أن فكرة الديمقراطية ولدت في أثينا في القرن السادس قبل الميلاد ، وكانت تعني ببساطة التخلي عن حكم الأرستقراطية السائد وفتح الباب لأكبر عدد من المواطنين للمشاركة في القرار مباشرة أو عن طريق ممثليهم 0
·       كل تجربة سياسية كي تنجح مادياً وواقعياً لابد أن تخضع لشروط واقعها المراد تطبيقها فيه ،، وللشروط الدينية والثقافية في ذلك البلد ،، ولذلك يقول جان جاك روسو : في بداية كل أمة تريد تأسيس سياستها لا بد أن تعتمد على الدين 0
·       الديمقراطية هي ثمرة التجربة الإنسانية وهي صيغ متعددة ومن أجمل ما فيها أنها تحقق قدراً من العدالة والتراضي والتداول الطوعي للسلطة كما هو مشهود في معظم دول العالم ،، إضافة إلى اعتراف الديمقراطية بعيوبها وقدرتها على التصحيح 0
·       إن إلغاء الشريعة في دساتير عدد من الدول ليس نتيجة الديمقراطية بل هو فعل ديكتاتوري ،، والشعوب جملة تريد الإسلام 0
·       يشيير القرآن الكريم بوضوح شديد إلى مبدأ الطاعة 0
·       مجمل النصوص يؤكد أمرين : 1- البيعة ، وهي ( عقد بين طرفين باتفاق ،، ويشترط فيها كسائر العقود الرضا وعدم الإكراه ) ،، 2- الطاعة ، وهي تكون مع البيعة تبعاً لها في حالة وجود إمام مختار برضا الناس 0
·       أما قوله : وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ، فاسمع وأطع ،، فالظاهر إنها زيادة غير صحيحة في الحديث لأن الإسناد فيها منقطع 0
·       مع غرابة النص نعجب من بناء نظرية الحكم الإسلامي عليه واختزالها في هذه الكلمة التي سارت مسير الشمس بينما كان عمر يعلم الناس غير هذا ويقول : ألا إني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم 0
·       أما حديث ( إنما السلطان ظل الله ورمحه في الأرض ) ،، ومع استشهاد ابن تيميه بالحديث تأويله إلا أنه حديث موضوع 0
·       الفصل الرابع : ما بعد الثورة وسؤال العلاقة مع الآخر 0
·       أولاً : الإسلاميون والعلاقة مع غير الإسلاميين 0
·       حين تحكم الإسلاميون هل ستتغير رؤيتهم للسمع والطاعة ؟ أظن أن الجواب ، نعم ، مالم يكن الجو السياسي جواً صحياً تداولياً لا يسمح لنزعات الإستبداد أن تنشأ من جديد تحت مسمى إسلامي 0
·       اختطاف الثورة
·       نتذكر الدكتور الفرنسي من أصول أميركية جنوبية ( فرانتز فانون ) صاحب كتاب ( المعذبون في الأرض ) وهو طبيب نفسي كان يعالج المحتلين ثم تحول إلى مناضل جزائري ومقاتل في جيش التحرير ومحرر في صحيفة المجاهد وكان يتخوف من اغتيال الثورة الجزائرية أو أن تختطف من قبل مجموعة لم تكن يوماً ما جزءاً من الثورة ولا من الشعب بل ممن يمثلون مصالح الإستعمار وكان يتحدث عن تلك الوجوه الشاحبة التي تقترب من مقود السفينة وتحاول التلصص على غرفة القيادة وتصنع الإستقلال المزيف ،، وقد مات وهو في السادسة والثلاثين من عمره ودفن في مقبة ( مقاتلي الحرية ) ودفنت معه أحلامه ونظراته وتحذيراته0
·       تعبير شائع يحكي قصة الخوف الدائم من رفاق الثورة ، وعادة ما يكون الفريق المتهم بالسرقة واحداً من أطرافها أو الملتحقين بها 0
·       في التاريخ الإسلامي شواهد ولو بصورة مقاربة لها ،، فمعاوية بن أبي سفيان مثلاً لم يكن على حق في خصامه مع الإمام علي ولكن ثوريته في مبدئه تجاه قتلة سيدنا عثمان بن عفان جعله يتلبس لباس الخليفة ويخطب في الصحابة رضوان الله عليهم ويقول : من كان يرى أنه أحق منا في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه ،،، قال ابن عمر : لقد هممت أن أقول أحق منك بهذا الأمر من قاتلك وأباك على الإسلام ، ثم تذكرت ما أعد الله للمؤمنين فأحجمت 0
·       وجود الأقليات لا يعني طرح العلمانية كمبدأ وحل وهي وإن كانت مناسبة لبلد فليست مناسبة لبلد آخر 0
·       إن شعار العلمانية مدعاه للبس وسوء الفهم ،، وقد نشأت في أوروبا مقابل وضعية تجعل علاقة الإنسان بالله عز وجل عبر وسيط ( رجل دين ) هذه مهنته ووظيفته أما في الإسلام فالعلاقة مباشرة بين الفرد وبين الله عز وجل وليس ثم وسيط ولا سلطة روحية 0
·       أول ما طرح هذا الشعار في البلاد الإسلامية والعربية كانوا مفكرين مسيحيين من الشام قصدوا التحرر من سلطة الأتراك العثمانيين 0
·       حقوق الأقليات محترمة في الشريعة ويجب أن تقوم دساتير تحفظ حقوقها وفق إطار ديمقراطي نزيه ووفق حوارات وطنية موضوعية بعيدة عن الهوى والتعصب والمصادرة 0
·       إن قوة المجتمع ومؤسساته ومبادرات أفراده تجعله يستعيد زمام القوة والمسؤولية دون أن يقع في منازعة مع مؤسسات أكثر رسمية 0
·       في كثير من التجارب الغربية رغم قوة السلطة ،، فإن العلاقة منظمة مع الناس وهناك آلية وقانون وتنظيم سياسي وقوى وسيطة بين الشعب والحكومة تضمن التوازن 0
·       إن بناء الديمقراطية إذاً قائم على التعاقد والوفاق لما يراعي الهوية العربية والإسلامية ويضمن العدالة وتساوي الفرص بين الأفراد ويتميز بفصل السلطات وإطلاق الحريات العامة وتبني خيار الشعب عبر مؤسساته الأهلية والمدنية وقنوات التعبير المستقلة 0
·       إنتهيت من تلخيص الكتاب في الساعة الثانية عشرة ظهراً من يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر جمادى الأولى لعام ثلاثة وثلاثون واربعمائة والف للهجرة النبوية الكريمة على صاحبها خير الصلاة وأفضل السلام والموافق للرابع من شهر ابريل من عام الفان واثنا عشر لميلاد سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ،،