الجمعة، 23 سبتمبر 2016

اليوم الوطني ،، ذكرى عزيزة

اليوم الوطني ،، ذكرى عزيزة
قبل ستة وثمانين عاما ً ، استطاع الملك الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود توحيد دولة مترامية الأطراف شملت أغلب رقعة الجزيرة العربية ، وأسماها المملكة العربية السعودية .
هذه الذكرى لها دلالة رمزية في قلب كل مواطن ، فهي ذكرى لذلك اليوم العظيم الذي ولد بها هذا الكيان القوي ، كيان الدولة الطموحة التي استطاعت أن تسابق الزمن ، وأن تحجز لها أمكنة ً مرموقة ً في العالم على كافة الأصعدة ، السياسية و الأمنية والدينية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية والرياضية .
كما أن لهذه الذكرى دلالة على تذكر النعم التي من الله بها على هذه البلاد المباركة ، فقبل تأسيس المملكة العربية السعودية ، كانت الناس في أوضاع مزرية من الناحية الأمنية و الإقتصادية ولك أن تتحدث في باقي الجوانب الأخرى ، ولك أن ترى اليوم كيف أصبح الحال من التطور والإزدهار المتواكب مع الدول المتقدمة في العالم .
هذه الذكرى لها دلالة على المؤسس الملك عبد العزيز ، رحمه الله ، والجهود الجبارة التي بذلها بسخاء نادر وعطاء عبقري من خروجه من الكويت لتحرير الرياض إلى وفاته ، رحمه الله ومعه رجاله المخلصين من أبناء الوطن الشرفاء الذين حملوا على عاتقهم أمانة الوطن ، وأدوا رسالتها على أحسن ما يكون .
هذه الذكرى ، لها دلالة على الملوك السابقين ، سعود و فيصل وخالد وفهد وعبدالله ، ولكل واحد منهم قصة كفاح في بناء هذا الوطن الشامخ ، فما أن يترجل أحدهم عن ميدان القيادة إلا ويتلقف الراية قائد آخر ، يكمل مسيرة من قبله بكل التفاني والصبر حتى يصل ببلاده إلى السؤدد في المحافل العالمية والدولية .
هذه الذكرى ، لها دلالة بخادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، حفظه الله ، هذا القائد الذي تربى في كنف والده وأخذ عنه سمات القيادة و العبقرية في الإدارة والريادة ، فكانت المسؤوليات الجسام توكل إليه وهو في مقتبل العمر أبان إمارته لمنطقة الرياض ، وكان الحازم الحاسم في القرارات التي بوأت الرياض واحدةً من أجمل وأكبر وأرقى المدن الخليجية والعربية .
وهو اليوم وقد تبوأ شرف خدمة الحرمين الشريفين ، يكمل مسيرة والده وإخوانه من قبله في حكم هذه البلاد على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فحفظه الرحمن ووفقه حيثما ارتحل وفي أي مكان قام فيه أو نزل .
هذه الذكرى ، لها دلالة بولي عهده الأمين ، الأمير محمد بن نايف ، حفظه الله ، حارس هذه البلاد ووزير أمنها وداخليتها ، والتي أثبتت الأيام أنه داحر الإرهاب إلى الأبد ، وقائد عبقري لأهم أجهزة الدولة الحساسة ( جهاز الأمن ) ، وحسبه النجاحات المتوالية له ولعل آخرها النجاح العظيم لحج هذا العام والتنظيم المتكامل المبهر للحجيج الذين أبدوا شكرهم وامتنانهم لهذه الدولة الكريمة.

هذه الذكرى ، لها دلالة بولي ولي العهد ، الأمير محمد بن سلمان ، حفظه الله ، هذا الشاب النشيط ، صاحب العمل الدؤوب ، والإنجازات المتلاحقة ، ولعل ( الرؤية 2030 ) التي يبدي لها اهتماما ً واسعا ً في تحقيق إنجازاتها والتي ستعود بالمصلحة الكبيرة على حياة المواطن في المستقبل القادم بإذن الله تعالى ، وهو يقود الآن حربا ً ضروسا ً ضد الإنقلابيين الحوثيين على الحد الجنوبي للوطن ، والتي نسأل الله أن يتوج لنا فيها نصرا ً مؤزرا ً للإسلام والمسلمين ولوطنا الغالي .  

الفرس ،،، وعقدة العرب

الفرس وعقدة العرب
الحج رسالة عظيمة في الدين الإسلامي ، ولعظمته أمر الله به واجبا ً على كل مسلم ولو مرة واحدة في العمر واستثنى من ذلك من لم يستطع إليه سبيلا ً .
عقلاء إيران يدركون أن المملكة العربية السعودية لا تدخر جهدا ً إلا وقدمته لضيوف الرحمن منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله ومن بعده أبنائه الملوك إلى العهد الحالي ،، عهد الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ،، ولكن عقدة الجنس لدى الفرس يجعل لديهم حساسية الكراهية لدى العرب ،، هذه العقدة ليست حديثة النشأة ولكن جذورها تمتد إلى العصر الجاهلي عندما دارت حرب ذي قار بين العرب و الفرس ،، وانتصر الفرس عليهم انتصارا ً عظيما ً ،، ثم إلى عهد الفتوحات الإسلامية عندما أسقط سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مملكة فارس العظيمة ،، وقد انتقم الفرس منه عندما اغتاله أبو لؤلؤة المجوسي بطريقة الغدر بعدما عجز عن قتله بطرق الشجاعة والرجولة .
في العهد الأموي انتشرت الشعوبية ،، وهي كراهية الجنس العربي ،، وبدأ ذوو الأصول الفارسية ببث سمومهم داخل مفاصل الدولة الأموية ،، وشرع شعراؤهم وأدباؤهم بنشر أدبيات الشعوبية ،، وللأسف الشديد أن العنصر العربي لم يكن على الدرجة المناسبة من وعي الواقع والشعور بخطورة هذه الكراهية العرقية تجاههم .
أبجديات المذهب الصفوي التي تتبناه إيران لا تنتمي إلى أصوليات الدين الإسلامي ، وإنما كثير من هذه الأبجديات تعود إلى الديانة المجوسيات التي أنهاها العرب والديانة اليهودية التي كانت منتشرة ولا زالت بين أبناء العنصر الفارسي ، ولذا نجد حقدهم واضع تجاه الشيعة العرب في العراق ،، ولذا إشكاليتهم عرقية وليست دينية كما يدعون ،، ومسألة الحسم العسكري التي كان العرب يتمتعون بها من العصر الراشدي إلى عهد صدام حسين لم تعد موجودة الآن ، ولذا يسعى الصفويون إلى إنهائها بشكل لا تستطيع العودة به في المستقبل بأي شكل من الأشكال .
الشيعة العرب في العراق اتضحت لهم الصورة بعد أن ضحك عليهم الصفويون إبان إنهاء حكم صدام حسين ،، ولكن الصورة لم تتضح بعد لدى الشيعة والمتشيعين في سوريا ولبنان واليمن .
وأخيرا ً ، لم يبق للعرب اليوم سيفا ً شامخا ً إلا سلمان بن عبد العزيز ، اللهم انصره عليهم وأيده بنصرك العزيز ومكن للعرب والمسلمين يا رب العالمين .


فصاحة الملك عبد العزيز وبيانه

فصاحة الملك عبد العزيز وبيانه
في هذا المقال ، سنتحدث عن سجية من سجايا الملك المؤسس ، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، وسمة من سمات العبقرية التي تميز بها ، رحمه الله ألا وهي فصاحته في حديثه وبيانه .
كل الذين قابلهم الملك عبد العزيز وحادثهم خرجوا من عنده وهم مبهورون بشخصيته ، فالغربيون منهم كانوا يتوقعون الحديث إلى رجل بدوي من الصحراء لا يلم بشيء من حضارتهم ، فتفاجؤوا بعقل جبار يجيبهم عما جاؤوا يسألونه فيه ، وأما العرب منهم فأدهشهم بسرعة الخاطر إذا تحدث ، وفي قوة الحجة إذا أراد الإقناع.
يقول كنث وليمز : مواهب ابن سعود الخطابية عظيمة ، بل هي من عوامل احتفاظه بعرشه ، يظهر مقدرة عجيبة في أحاديثه العامة والخاصة ، وهو إذا تكلم تدفق كالسيل ، يحب التحليل ورد الشيء إلى أصله ، شديد الولع بتشريح المواضيع تشريحاً يدل على ذكاء وفطنة ولباقة ، يخاطب البدوي بلهجة البدوي ، والحضري بلهجة الحضري ، وما استمع إليه أجنبي إلا وخرج مفتون بحديثه.
ويقول خير الدين الزركلي : يتحدث حين يخطب ، منطلقاً على سجيته ، غير متأنق ولا متكلف ، إلا إنه إذا كان الأمر جلل ، كمواقفه في اجتماعات شيوخ نجد ، وقد استمر بعضها ساعتين أو أكثر ، فكان هناك الخطيب حقاً ، المتجهم المزمجر ، لا يتلكأ ولا يتلعثم ولا يتمتم ولا يجمجم ، انطلاق في فسيح من القول ، شواهد حية من أحداث عرفها السامعون أو أدركوا من عرفها ، وحجج وبراهين ، هناك كان يتكلم ( الإمام ) وليس فيمن حوله من يدعوه بأكثر من عبد العزيز ، وقد يتجمل بعضهم فيقول : يا طويل العمر .. إصغاءً إلى كل حرف ينطق به ، لا هتاف ولا تصفيق ، ولا صياح ولا زعيق .
ويقول أيضا ً : لقيت أمريكياً يتهيأ للقيام بعمل رسمي في البلاد السعودية ، ورأيت أمامه بضعة كتب أشار إليها ، وقال لي : كل هذه الكتب عن الملك ( ابن سعود ) سأقرأها قبل أن أذهب إليه ، ومضى بعد حين إلى الرياض . وتعددت لقاءاته بالملك ، ثم عاد فمر بالقاهرة – وكنت يومئذ فيها – فسألته عن الملك والكتب ، فقال : ما قرأته شيء ، وابن سعود شيء آخر ، إنه أعمق من كل ما وصف به ..
ويقول وزير الخارجية السوري بعد أن قابل الملك عبد العزيز : أعجب ما رأيت في الملك عبد العزيز أنني لم أكد أبدأ بالحديث معه حتى استوقفني وأجاب على ما قلت وعلى ما كنت مزمعاً أن أقول ..
وعاد شكري القوتلي من أول زيارة قابل بها الملك عبد العزيز ، فكان مما وصف به ( ذاكرة ) الملك وحضور ذهنه ، أنه يعد وجهات النظر في الموضوع وهو يتكلم ، فيقول مثلاً : أمامنا طريقتان أو ثلاث بل أربع ... قال القوتلي : واسترسل مرة فقال : ست بل سبع بل ثمان ... وأوردها جميعاً واحدة تلو الأخرى ... يعدها على أصابعه ،، وسر القوة في حجة الملك عبد العزيز أن عقله ان يسبق لسانه ، وأنه ينسى العاطفة أمام المنطق ولا يقول إلا ما يعتقد.
 ويقول نجيب الريحاني : إن الملك عبد العزيز كان كثيراً ما يقف في حديث مهم لينظر في أمر ظاهره طفيف ، ثم يدخل عليه أحد الخدم أو الكتاب فيقطع عليه الحديث ثانيةً في الأمر الثاني ، ثم يعود – وهذا ما كان يدهشني جداً – إلى الكلمة الأخيرة من الحديث الأول دون أن يسأل ، كما هي العادة في مثل هذا الحال عند أكثر الناس : ماذا كنت أقول ؟ ، فهو شديد الحافظة ومتيقظ دائماً .
يقول الأستاذ العقاد : ربما يكون الإنسان قوي النفس والقلب ولكنه لا يكون قوي المنطق والأداء ، وقد يكون العكس ولكن عاهل الجزيرة جمع القوى كلها في نفسه ، فهو جهير الصوت ، خطيب يسعه أن يؤثر في جنوده ورجاله ، قوي المنطق.
ويقول أيضا ً : الملك عبد العزيز متحدث طلق الحديث ، يرسل أحاديثه على السجية بغير كلفة ، ويعرب عن رأيه الصريح بغير مداراة ، وتدور أحاديث جلالته على الذكريات والمواعظ الدينية والتعقيب على الحوادث الهامة والمسائل العلمية ، وقد يستشهد بالآيات القرآنية على مواضعها ويروي الأحاديث النبوية في مناسباتها ، وقد يروي الأبيات الشعرية ويسوق العبر من النوادر والأمثال.

ويقول : كان الملك عبد العزيز لا يغفل الفكاهة في بعض أحاديثه الخاصة وهذه آية من آيات العظمة الإنسانية كما يراها العقاد ، فالعظيم الذي لا يطرب للفكاهة ليس بعظيم .
هذه سمة واحدة من سمات كثيرة كان الملك عبد العزيز يتمتع بها في قوة الملك والإدارة ، رحمه الله رحمة ً واسعة ً وأسكنه فسيح جناته .