جواهر الأدب للسيد أحمد الهاشمي
يعد الأستاذ الألمعي والأديب النحرير الجهبذ المرحوم السيد أحمد بن
إبراهيم بن مصطفى الهاشمي أحد رجالات اللغة العربية والثقافة الأدبية البارزين في
العصر الحديث .
لا أدل على ذلك من الثروة العلمية التي خلفها الراحل خلال مسيرته العملية
التي قضاها معلما ً في المدارس الثانوية ثم مفتشا ً عاما ً للمعاهد الأزهرية ،
وتتكون هذه الثروة من سلسلة من الكتب المرجعية الهامة والموسوعية الشاملة ألفها
للراغبين في دراسة اللغة العربية وآدابها وفنونها المتنوعة .
ففي علم الأدب ، ألف الهاشمي أشهر كتبه على الإطلاق بل وأروعها تصنيفا
ً وعلما ً ، ( جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب ) وقد أودع فيه جل مهاراته
الفنية كما استعرض محفوظاته الشعرية التي تدل على ذائقة أدبية رفيعة ، فكتابه هذا
بلا شك ٍ ولا مرا ، كل الصيد في جوف الفرا .
وفي علم الإنشاء كتب مرجعا ً هاما ً ومصدرا ً ملهما ً لمحبي التعبير
الفني وسمه بـ ( الأسلوب الحكيم في منهج الإنشاء القويم ) وهو دليل مرجعي لمن يريد
تحسين مهاراته في الإنشاء الأدبي والتعبير اللغوي .
وفي علوم البلاغة الثلاثة ( المعاني و البيان و البديع ) كتب كتابه (
جواهر البلاغة ) الذي تضمن كل ما يتعلق بهذا الفن من دقائق ورقائق مع الإستشهاد من
القرآن الكريم والسنة النبوية والشعر العربي القديم .
وفي النحو ألف كتابه ( جواهر الإعراب ) أما الإملاء وضبط الرسم فألف
كتيبا ً رائعا ً جدا ً وسمه بـ ( المفرد العلم في رسم القلم ) وفي علم أوزان الشعر
العربي وبحوره الشهيرة كتب مؤلفا ً ثمينا ًأوسمه بـ ( ميزان الذهب في بحور أشعار
العرب ) ..
فكتبه موسوعية شملت أغلب مواد اللغة العربية ، ولكن القارئ العام
والمثقف المتنور غير المتخصص في اللغة العربية لا يهمه منها سوى ( جواهر الأدب )
الذي يعد من ضمن الموسوعات الأدبية الخالدة ، جنبا ً إلى جنب مع أغاني الأصفهاني
وعقد الأندلسي وإنشاء القلقشندي ، لانه يمثل مختارات النثر والنظم التي تطور لدى
المرء ذائقته الأدبية وترتقي بمحفوظه الشعري ، وتمنحه بعدا ً رائعا ً في الثقافة
الأدبية الجميلة ،، فقد جمع من النظم أحلاه ومن النثر أعلاه ، أنصح من لم يقرؤه
بقرائته ، ويتحف ذاته بهذه التحفة الأدبية الخالدة لهذا العصامي اللوذعي ، رحمه
الله رحمة ً واسعة وجزاه عما قدمه الجزاء الأوفر.