الأربعاء، 25 يوليو 2012

الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود

الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود


مسيرته العملية

تلقى تعليمه الأولي في مدرسة الأمراء بالرياض وختم القرآن كاملًا وهو في سن العاشرة في مدرسة الشيخ «عبدالله خياط» إمام وخطيب المسجد الحرام. كانت بداية دخوله العمل السياسي في 11 رجب 1373 هـ الموافق 16 مارس 1954 عندما عين أميرًا لمنطقة الرياض بالنيابةعن أخيه الأمير نايف. وفي 25 شعبان 1374 هـ الموافق 18 أبريل 1955 عين أميرًا لمنطقة الرياض، وذلك إلى 7 رجب 1380 هـ الموافق 25 ديسمبر 1960 عندما استقال من منصبه. وفي 10 رمضان 1382 هـ الموافق 4 فبراير 1963 أعيد تعيينه أميرًا لمنطقة الرياض. وفي 9 ذو الحجة 1432 هـ الموافق 5 نوفمبر 2011 عين وزيرًا للدفاع. وفي 18 يونيو 2012 عينه الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وليًا للعهد ليخلف أخاه الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود بالمنصب.
والآن نترككم مع محطات من مسيرة سموه :

• الجمعيات والهيئات التي يرأسها

رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.

رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك فهد الوطنية.

رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز.

أمين عام مؤسسة الملك عبد العزيز الإسلامية.

المؤسس والرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.

الرئيس الشرفي لمركز الأمير سلمان الاجتماعي.

رئيس جمعية البر في الرياض.

الرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض.

الرئيس الفخري للجنة أصدقاء الهلال الأحمر بمنطقة الرياض.

الرئيس الفخري لمدارس الرياض.

رئيس مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج.

رئيس مجلس إدارة مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري.

رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم.

رئيس الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض.

رئيس جمعية رعاية مرضى الفشل الكلوي بمنطقة الرياض.

الرئيس الفخري لمؤسسة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية.

الرئيس الفخري للجمعية التاريخية السعودية.

الرئيس الفخري للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن في منطقة الرياض.

الرئيس الفخري لجمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض.

• مهام تولاها في فترات سابقة

تولى في حياته الكثير من المهام في مجالات الإغاثة ودعم مجهودات حربية ورئاسة لجان عليا لمعارض، وهي:

رئيس لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956.

رئيس اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر عام 1956.

رئيس اللجنة العليا الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1967.

رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين عام 1967.

رئيس اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي باكستان عام 1973 وذلك في أعقاب الحرب بين الهند وباكستان.

رئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر وسوريا في أعقاب اندلاع حرب أكتوبر 1973.

رئيس الهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الأفغان عام 1980 وذلك في أعقاب الغزو السوفيتي لها.

رئيس اللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان عام 1988.

رئيس اللجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1989.

رئيس اللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء والمساعدة للكويتيين على إثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990.

رئيس اللجنة المحلية لتلقى التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنغلاديش عام 1991.

رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992.

رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمتضرري زلزال مصر عام 1992.

الرئيس الأعلى لمعرض المملكة بين الأمس واليوم والذي أقيم في عدد من دول العالم وذلك بالفترة من عام 1985 إلى عام 1992.

رئيس اللجنـة العليا لجمع التبرعات للانتفاضة الفلسطينية الثانية بمنطقـة الرياض عام 2000.

رئيس اللجنة العليا واللجنة التحضيرية للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية والتي أقيمت في 5 شوال 1419 هـ.



الأربعاء، 16 مايو 2012

خواطر من كتاب ( منطق ابن خلدون )


خواطر من كتاب ( منطق ابن خلدون )
للدكتور : علي الوردي
إعداد وتجميع : عبدالله أحمد الباكري
·       الباحث العراقي الدكتور محسن مهدي يقول : إن ابن خلدون لم يكن سوى تلميذ مخلص للفلاسفة القدامى لا سيما ابن رشد ، وإنه بنى علمه الجديد على نفس الأسس التي بنى أولئك عليها تفكيرهم الفلسفي حيث أنه لم يجد حاجة إلى تغيير تلك الأسس أو التشكيك في صحتها 0
·       بينما يرى الدكتور الوردي  أن ابن خلدون ابتدع علم الإجتماع لأنه خالف النظام الأرسطي ولو أنه بقى عليه لما استطاع أن يبتكر علماً جديداً 0
·       الفلاسفة الأغريقيين كانوا بعيدين عن الواقع ،، لم يختلطوا بالواقع أو المجتمع لأن عبيدهم كانوا يكفونهم عمل أي شيء أما الفلاسفة السفسطائيين فكانوا قريبين من الواقع ،، فكان من رأيهم أن ليس في الدنيا حقائق مطلقة ،، وإنما هي حقائق نسبية ،، فما يراه بعض الناس حقاً قد يراه الآخرون باطلاً ، لقد كان من المتوقع أن يتطور على يد هؤلاء السفسطائيين علم الإجتماع ولكن الذين حصل أن النزاع الذي كان بين الفلاسفة والسفسطائيين انتهى إلى هزيمة السفسطائيين هزيمة نكراء حتى أصبح اسم السفسطة في النهاية لقباً يراد به الذم ويقصد به المغالطة والتفكير الملتوي 0
·       ابن خلدون ومكيافيلي :
·       من الممكن المقارنة بين ابن خلدون ومكيافلي الذي عاش بعد ابن خلدون بقرن واحد تقريباً والذي يراه بعض المحققين أول من خرج عن ثوب الإغريق !! 0
·       يتميز المنهج الأرسطي بشيئين :
·       1- أنه صوري ( شكلي ) ، ولذا فإنه لا يتغلغل في أعماق الشيء أو يفهم العلة أو السبب منه ،، فمثلاً التعامل مع البنوك ،، ضاع على المسلمين عقوداً من السنين وهم لا يتعاملون مع البنوك بسبب آراء فقهية لبعض المتزمتين بسبب أن هؤلاء الفقهاء كانوا حريصين على الشكل ( صورة الأمر الشرعي ) 0
·       2- منهج استنباطي ،، بمعنى أنه منهج يبدأ البحث بالإعتماد على كليات عقلية عامة ثم يستنبط منها النتائج الجزئية الخاصة ،، وهو بذلك يختلف عن منهج العلوم الحديثة الذي يعني الإنتقال من الجزئيات إلى الكليات وهو ما يسمى بالمنهج الإستقرائي بينما يسمى منهج أرسطو بالمنهج الإستنباطي 0
·       يقول الدكتور زكي نجيب محمود : كانت الفلسفة طوال القرون الوسطى تقوم على أساس خطأ لا يمكن أن يؤدي إلى علم جديد فقد اتخذت القياس المنطقي سبيلاً لتأييد المذاهب والآراء ، والقياس المنطقي وسيلة عقيمة في كثير من وجوهه لأنك مضطر أن تسلم بمقدماته تسليماً لا يجوز فيه الشك 0
·       العلم الحديث أثبت بطلان علم الفراسة ،، إذ أن ليس هناك علاقة بين أخلاق الإنسان وبين ملامح وجهه أو شكل بدنه 0
·       رأي الشكاك :
·       الشكاك هم جماعة عجيبة ظهرت في العالم الإسلامي وكان أثرها في تفكيره وفي حضارته شبيهاً إلى حد كبير أثر السفسطائيين في الحضارة الإغريقية وقد كتبوا في منهجهم الشكلي كتباً كثيرة إلا أنها أتلفت وأحرقت ولم نجد منها إلا ما نجده في كتب المنتقدين لهم من عبارات منقوصة وآراء مشبوهة ومن أمثالهم صالح بن عبد القدوس المتزندق المعروف وابن الرواندي والرازي الطبيب المشهور 0
·       هناك نظرية للجاحظ عجيبة يناقض فيها مذهب المعتزلة المنتمي له وتناقض النزعة العقلانية التي هي من مبادئ المنطق القديم ،، فهو يعتقد أن العقل البشري لا يستطيع أن يرى الحقائق الخارجية رؤية صحيحة تامة ،، فهو محدود في مجال معين لا يستطيع أن يتعداه ولهذا فإن من الظلم أن نطالب الناس أن يحكموا في الأمور حكماً مشابهاً ،، إن مجال عقولهم مختلف ولا بد إذاً من أن تأتي أحكامهم مختلفة ،، وهذا طبيعي لا مفر منه !! 0
·       يقول الوردي : إن هذه النظرية الجاحظية رائعة حقاً وهي تقرب كثيراً مما توصل إليه علماء الإجتماع الحديث في موضوع          ( اجتماعية المعرفة ) ولو أن الزمان حفظ لنا هذه النظرية لربما وجدنا الجاحظ أعظم من ابن خلدون ، والظاهر أن هذه النظرية لم ترق في أعين المتزمتين فسعوا إلى إتلافها 0
·       لم يستجب الناس إلى الإمام الغزالي فكان دائماً ما يردد :
·       غزلت لهم غزلاً دقيقاً فلم أجد       لغزلي نساجاً فكسرت مغزلي
·       وصل نقد المنطق على يد ابن تيمية إلى القمة ،، وهو لم يقتصر في نقده للمنطق على نقض مبدأ العقلانية والسببية كما فعل الغزالي ،، إنما حاول نقض الأصل الذي يقوم عليه الإستنباط المنطقي والقياس وهو في هذا يشبه فرانسيس بيكون وجون ستيورات مل 0
·       في التاريخ العربي هناك خمس حركات فكرية حاولت أن تنتقص من أهمية النزعة العقلانية والمنطق الأرسطي ،، منهم حركة الشك ( الزندقة ) والغزالي والجاحظ وابن تيمية وابن خلدون ،، وحين نصل إلى ابن تيمية نجده يرتفع إلى القمة في نقده للمنطق 0
·       ما هو محور النظرية ؟
·       كتب ابن خلدون مقدمته بشكل غير مرتب أو منظم مما جعل الباحثين مختلفين في محور النظرية ،، فيرى الأستاذ ساطع الحصري أن فكرة ( العصبية ) هي المحور الذي يدور عليه معظم المباحث الإجتماعية في المقدمة ،، وهذا مذهب أغلب من درس ابن خلدون ونظريته ،، وللدكتور طه حسين رأي آخر في محور النظرية الخلدونية ،، فهو يذهب إلى أن تلك النظرية تدور حول موضوع الدولة وبالتالي فإبن خلدون لا يستحق ان نطلق عليه لقب عالم اجتماع لأن موضوع الدولة أضيق من أن يصلح موضوعاً لعلم الإجتماع 0
·       يقول د0علي الوردي : إني أخالف رأي الحصري وطه حسين ،، ففي رأيي أن نظرية ابن خلدون تدور حول موضوع واحد هو أوسع نطاقاً وهو ( صراع البداوة والحضارة ) ويمكن القول أن لها جانبين     ( سكوني Static ) والآخر ( حركي Dynamic) ،، فالجانب السكوني يتمثل في تعيين خصائص البداوة والحضارة وكيف تظهر هذه الخصائص في كل منهما على حدة ،، أما الجانب الحركي من النظرية فيتمثل في دراسة التفاعل والتصارع بين البداوة والحضارة وما ينتج عن ذلك من ظواهر اجتماعية مختلفة 0
·       خلاصة نظرية ابن خلدون : المجتمع العربي ليس سوى نتاج لتضاد  ( البداوة والحضارة ) وصراعهما من جهة وتفاعلهما من جهة أخرى 0
·       نظرية العصبية 0
·       العصبية عند ابن خلدون هي تلك الرابطة الإجتماعية التي تربط بين أبناء القبيلة وتجعلهم يتكاتفون في السراء والضراء ،، والعصبية قوية كل القوة في البداوة ولكن هذا التنازع بين هذه العصبيات المختلفة لا يكاد يختفي بتأثير دعوة دينية أو ما شابه حتى تظهر بذلك قوة ساحقة لا يقف في طريقها حائل وتتجه هذه القوة نحو البلاد المتحضرة لتؤسس الدولة الجديدة كما أسلفنا ثم تبدأ العصبية بالضعف من جراء انغماس أهلها في الترف والملذات فيأخذ ساسة الدولة عندئذ باستخدام الجنود المأجورين للدفاع عن دولتهم وهؤلاء المأجورون قد ينفعون في هذا الشأن قليلاً أو كثيراً إنما هم لا يصمدون طويلاً تجاه الموجه الجديدة الآتية من البادية والمشحونة عصبياً واندفاعاً 0
·       وصف ابن خلدون للعرب :
·       1- العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب ( همج )
·       2- العرب أبعد الناس عن سياسة الملك ( بدو )
·       3- العرب أبعد الناس عن الصنائع ( بدو )
·       4- العرب يستنكفون عن طلب العلم ( جهل )
·       فنرى باختصار أن ابن خلدون وصف العرب بأنهم باختصار شديد ( بدو ) وبالتالي فهم همج في سلوكهم وجهال لا يؤمنون بالعلم ويحتقرون الصنعة 0
·       سبب ابداع ابن خلدون للمقدمة
·       يقول د0 طه حسين : إن ابن خلدون ما كان في مقدوره ابداع نظريته لو كان قد عاش قبل الزمن الذي عاش فيه وهو إنما استطاع لأنه عاش في زمن أخذت تظهر فيه الموسوعات الضخمة ،، ومن المحتمل جداً أن تلك الموسوعات كانت عوناً لابن خلدون على توسيع فكرته الجوهرية ودعمها 0
·       أما المؤرخ الفرنسي ( جوته ) فيذهب إلى تعليل عبقرية ابن خلدون مذهباً عجيباً فيرى أن هذه العبقرية بسبب نفحة جاءت إليه من أوروبا عبر الأندلس ،،، فالتفكير المبدع هو من خصائص العقلية الأوروبية الغربية وأن العقلية العربية الإسلامية عاجزة عن ذلك ولا بد إذاً من أن نفترض أن نفحة من النهضة الأوروبية قد خرقت البحر المتوسط لتصل إلى روح ابن خلدون الشرقية 0
·       أما الدكتور ( غاستون بوتول ) ، عالم الإجتماع الفرنسي والمولع بابن خلدون فيقول : إن المجتمع الذي عاش فيه ابن خلدون قد تميز بظاهرة اجتماعية قلما نجدها بارزة مثل هذا البروز في أي مجتمع آخر ،، وهذه الظاهرة تتباين تبايناً صارخاً بين أقصى أنواع الحضارة وأقصى أنواع البداوة ،، وقد أدى هذا التباين إلى حدوث فوضى سياسية عنيفة جعلت الدول والأمارات تتابع في ظهورها واختفائها إثر الهجمات التي شنت عليها من قبل البدو المتوحشين ،، وعاش ابن خلدون في هذا الوضع يريد أن يؤسس لنفسه إمارة وجاهاً ،، فدخل معمعة السياسة واشترك في مؤامراتها وتقلباتها ثم أدرك أخيراً أنه غير موفق فيما أراد فأخذ يتأمل في أسباب فشله ،، وجره ذلك إلى أن يسأل نفسه : كيف تقوم الدولة ؟؟ ، وما هو أصل البيوت المالكة ؟ وكيف ينشأ البيت المالك ؟ ،،،0
·       يضيف بوتول قائلاً : ان ابن خلدون لم يكن ذا ذكاء عادي ، بل كان عبقرياً وميزة العبقري أنه معرض للحيرة والتساؤل تجاه الأمور العادية التي لا ينتبه إليها عامة الناس 0
·       أما الأستاذ الحصري فله رأي مهم أن أسرة ابن خلدون التي نشأ فيها كانت تتقلب بين رياسة علمية ورياسة سلطانية ،، وكان من شأن هذه البيئة العائلية أنها أنتجت في ابن خلدون نزعتين قويتين : حب المنصب والجاه من ناحية وحب الدرس والعلم من ناحية أخرى
·       ابن خلدون كتب سيرته الذاتية في كتابه ( التعريف )0
·       هناك شيء مهم نلاحظه في سيرة ابن خلدون هو أنه ينهمك في السياسة فترة من الزمن ثم يعتزلها ليشتغل في طلب العلم ثم يعود إلى السياسة مرة أخرى ليعود إلى الإعتزال بعدها ،، وقد فعلها ابن خلدون سبع مرات طيلة حياته !!! 0
·       يقول د0الوردي : وهذا يدل على أن ابن خلدون كان يعاني صراعاً نفسياً عميقاً لا يستطيع أن يتخلص منه فهو يحب السياسة والعلم معاً ويجد في كل منهما لذة خاصة فإذا انهمك في أحدهما زمناً عاوده الحنين إلى الآخر فرجع إليه 0
·       ابن خلدون ينتمي إلى أسرة عريقة نبغت في العلم والسياسة 0
·       يصعد نسب الأسرة الخلدونية إلى الصحابي الجليل وائل بن حجر ، وكان وائل هذا من أهل حضرموت وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارسل معه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى حضرموت لكي يتوليا معاً مهمة تعليم القرآن الكريم ونشر الإسلام والظاهر أن صحبة وائل ومعاوية وظلت مستمرة إلى النهاية فقد عاش زائل حتى خلافة معاوية وكان من المعروفين في الإخلاص لمعاوية والتعصب له وعندما حدثت قضية حجر بن عدي المشهورة وكان وائل من المشتركين فيها بجانب معاوية 0
·       يقول جورج سارتون : إن مقدمة ابن خلدون كتاب ذو نزعة سوداوية ، وإن ابن خلدون كان من رواد النزعة التشاؤمية التي ظهرت أخيراً في شبنجلر مؤلف كتاب ( انحطاط الغرب ) 0
·       يبدو أن ابن خلدون في هذا كان ينتقد ابن تيمية وأمثاله من المفكرين المثاليين الذين يحاولون إصلاح الدولة أو المجتمع عن طريق إصلاح العادات 0
·       لاحظنا أن العوامل التي أسهمت في تكوين عقلية ابن خلدون جاءت إليه من منابع شتى نفسية واجتماعية وحضارية ،، إنما هي كلها تقريباً تكاد تتجه نحو إشارة الحيرة أو الصراع النفسي فيه 0
·       أكمل ابن خلدون تأليف المقدمة في مدة قصيرة جداً لا تتجاوز الخمسة أشهر تقريباً ، وهذا أمر يلفت النظر ، إذ أن من العجيب حقاً أن يتم تأليف الكتاب الذي يحتوي على تلك النظرية الكبرى في مثل تلك المدة القصيرة !! 0
·       لا ننكر أن ابن خلدون راجع مقدمته غير مرة وأخذ ينقح غير مرة ويضيف فيها وربما صح القول إن في بعض إضافاته زاد المقدمة ارتباكاً وخلطاً ،، إنه عبقري ملهم والعبقري معذور على أي حال 0
·       السر وراء كتابة المقدمة :
·       يقول الأستاذ ساطع الحصري حالة ابن خلدون النفسية أثناء كتابة المقدمة فيقول : فإنني عندما اتأمل فيما كتبه ابن خلدون في هذا الصدد ، أجزم بأن توصله إلى مجموعة من الآراء المبتكرة إنما كان حدث من جراء تدفق فجائي بعد حدس باطني واختمار لا شعوري ، كما لاحظ ذلك بعض علماء النفس في حياة عدد غير قليل من المفكرين والفنانين 0
·       لقد استمد كونت جذور تفكيره الأساسية في الغالب من التراث الفكري الذي كان سائداً في أوروبا في عهده ، ليس من المستبعد أن يكون كونت قد اطلع على بعض آراء ابن خلدون واستفاد منها ولكنه مع ذلك كان أقرب في تفكيره إلى النمط الغربي منه إلى النمط الخلدوني العربي ولهذا كان علم الإجتماع الذي بدأ به كونت يختلف في ملامحه وخطوطه عن علم الإجتماع الخلدوني اختلافاً غير قليل
·       انتقد جومبلوتز نظرية ( العقد الإجتماعي ) في تعليل نشأة الدولة ، وهي النظرية التي جاء بها جان جاك روسو وجون لوك وهوبز ، وراجت في الأوساط العلمية السياسية في حينها رواجاً كبيراً ومؤداها أن الدولة نشأت من جراء عقد اجتماعي حيث اتفق الناس به على تولية أحدهم حاكماً عليهم واشترطوا عليه أن يكون عادلاً في حكمه ، فإذا أخل بهذا الشرط جاز لهم أن يعزلوه وان يختاروا شخصاً آخر 0
·       يقول جومبلوتز أن هذه النظرية غير صحيحة تاريخياً ، فالدولة في رأيه لم تنشأ من جراء عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم وإنما هي بالأحرى نشأت من جراء النزاع بين الجماعات البشرية المختلفة وسيطرة إحداها على الأخرى 0
·       انتهى تلخيص الكتاب بعون الله وتوفيقه بعد صلاة مغرب يوم الثلاثاء للرابع والعشرين من شهر جمادى الآخرة لعام ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثون للهجرة النبوية الكريمة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام والموافق للخامس عشر من شهر مايو من عام ألفين واثنا عشر من ميلاد سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام 0

الاثنين، 14 مايو 2012

خواطر حول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى




خواطر حول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى

يقول الشيخ ابن عثيمين :
كانت عائلتنا فقيرة ، كأغلب العوائل في عنيزة حيث مر على الناس جوع ومخمصة لقلة الأمطار وندرة المال ، ولانعدام الأمن حيث أن الواحد منا كان يخشى أن يخرج من عنيزة إلى بريدة حينما يحل الظلام خوفاً من السراق وجماعات النهب والسلب000
وكانت عائلتنا تملك بقرة حلوب نشرب من حليبها ولبنها ونتغذى من سمنها ولحمها في المواسم 00كما هو حال أغلب بيوت عنيزة 00
وكان والدي يذهب نهاراً للوادي لكي يزرع ويسقي نخله وغرسه 00
فكنت أساعده في شؤون عمله00
حبب الله تعالى لي العلم وطلبه قبل أن تنشأ المدارس النظامية والمعاهد ، فالتحقت بحلقة شيخنا عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله مروراً بدروس بعض تلاميذه الكبار الذين كانوا يدرسون مبادئ العلوم للصغار ومنهم ( أنا )
فكنت أحرص على الجمع بين الطلب ومساعدة الوالد رحمه الله 00
استمر الشيخ عدة سنوات في الدراسة على شيخه ابن سعدي ، وأقبل الطلبة عليه من عنيزة وخارجها 00
حيث كان علامة القصيم بلا منازع 00
يقول الشيخ : كان شيخنا ابن سعدي رجلاً حليماً ورحيماً بطلابه فكان يشجعنا على الطلب بكل ما توفرت له من إمكانات 00
فكان يثير جو المنافسة بين المجموعات بالمناظرات والمجادلة والمحاورة ، فيكافئ المجموعة الفائزة أو الطالب المجد بحفنة من تمرات الرطب أو العنب أو المكافأة المالية الرمزية 0
وكان الشيخ في دروسه يبسط الكلام ليستوعب الصغير والكبير عنه ، ويحاور طلابه ويمازحهم أحياناً في دروسه مما يثير جو الحرص وحب الإستماع والإستفادة من علمه وأدبه 00
وكان الشيخ يزور الطلبة في بيوتهم ويحضر مناسباتهم ويعود مرضاهم ، يقول شيخنا : كانت مكتبتي حينها عبارة عن غرفة صغيرة ، انحشر فيها وتصعب علي فيها الحركة سوى بمشقة ولها كوة صغيرة تشرف على زريبة البقر ولم أكن أتأذى من روائحها النتنة لأنني لا أشم أصلاً !! 0
أراجع في مكتبتي المتواضعة دروسي من كتاب الروض وتفسير الجلالين وغيرهما 00
يقول الشيخ : ثم مرت بعد ذلك فترة من الركود العلمي فتضاءل عدد الطلاب عند الشيخ ابن سعدي 00
وشغل الناس بأمور السياسية ومذاهب فكرية كالناصرية والقومية العربية الإشتراكية وغيرها بسبب الإعلام المنحرف والموجه00
وانفتحت أبواب التجارة والعمل والتعليم في الجامعات والمعاهد فهجرت كثير من العوائل للمدن الكبرى كالرياض والمنطقة الشرقية وغيرها 00
يقول الشيخ : ثم إنني أصابني ما أصاب الناس فانصرفت عن دروس الشيخ واشتغلت بالزراعة في الوادي مع الوالد 00
يقول مالك الرحبي : كم الفترة التي انقطعتم فيها عن العلم ؟؟ 0
قال : خمس سنوات تقريباً !!0
قلت له : وماذا كنت تعمل حينها ؟؟
قال : أزرع وأحصد ولم أكن أذاكر أو أراجع العلم الذي حصلته عن الشيخ ابن سعدي ، وكدت أنسى القرآ ن غير أنني كنت أراجعه وأنا أسير على حماري إلى الوادي !! 0
ولولا ذاك لنسيته ولكن الله سلم 00
يقول الشيخ : ولم يكن يحضر حلقة الشيخ ابن سعدي سوى عدد بسيط من كبار طلبته ، ومع ذلك صمد الشيخ واستمر في التعليم والتأليف والإفتاء 00 والخطابة وتدريس العوام 00 دونما انقطاع 00 رحمه الله رحمة واسعة 0
يقول شيخنا : ثم إن الله تعالى حينما أراد بي خيراً 00
جئت يوماً لجامع الشيخ ابن سعدي وحضرت درسه لأول مرة منذ سنوات ، فما عاتبني الشيخ ولا نهرني لانقطاعي ولم يقل لي :
لم غبت ؟!!0
أو لم تركت العلم ؟!! 0
مما أثر في نفسي وجعلني أحب الشيخ ابن سعدي 0
وتوجهت بكل جوارحي للعلم ، فزاحمت الكبار وثنيت الركب بين يديه وحصلت من علمه وأدبه ما فتح الله علي به ، فحزت رضاه وإعجابه فقربني وخصني بدروس لي خاصة أو مع تلاميذخ الخواص 00
فقرأت عليه متنوناً كثيرة في الفقه والتفسير والأصول والنحو والصرف والحديث والمصطلح وغيرها من العلوم النافعة 0

هذا هو نسب الشيخ الأستاذ العلامة النحوي المفسر الشيخ محمد بن عثيمين
فقد أخذ العلم عن الشيخ عبدالرحمن الناصر السعدي وهو أخذ العلم عن الشيخ صالح بن عثمان القاضي وهو أخذ العلم عن الشيخ عبدالله بن عائض وهو أخذ العلم عن الشيخ علي بن محمد بن علي ( قاضي عنيزة ) وهو أخذ العلم عن الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين ( مفتي نجد المشهور) وهو أخذ عن الشيخ أحمد بن حسن بن رشيد الإحسائي وهو أخذ العلم عن العالم الشهير محمد بن فيروز وهو أخذ عن والده عبدالله بن فيروز وهو أخذ عن والده محمد بن فيروز ( الجد ) وهو أخذ عن عبد القادر التغلبي ، وهو أخذ محمد البلباني وعن الشيخ عبد الباقي ( والد أبي المواهب ) وهما أخذ عن العلامة منصور البهوتي ( صاحب الروض ) وهو أخذ يحيى بن موسى الحجاوي ( صاحب الزاد ) وهو عن الشيخ أحمد الوفائي وهما عن الشيخ موسى الحجاوي ( صاحب الإقناع ) وهو أخذ عن الشيخ أحمد الشويكي وهو أخذ عن أحمد العسكري وهو أخذ عن علي بن سليمان المرداوي ( العلامة المشهور منقح المذهب الحنبلي ) وهو أخذ عن ابن قندس وهو أخذ عن ابن اللحام وهو أخذ عن الحافظ ابن رجب الحنبلي وهو أخذ عن شمس الدين ابن القيم الجوزية وهو أخذ عن شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أخذ عن شيخه شمس الدين عبدالرحمن بن أبي عمر ( صاحب الشرح الكبير ) وهو أخذ عن عمه موفق الدين ابن قدامه ، وهو أخذ عن شيخه العابد الزاهد : عبدالقادر الجيلاني ، وعن الحافظ ابن الجوزي وعن ابن المنى الفقيه المشهور ، وهم أخذوا عن أبي الوفاء بن عقيل ( صاحب كتاب الفنون ) وعن أبي الخطاب ( صاحب الهداية ) وهما عن القاضي أبي يعلى ، وهو أخذ عن أبي حامد ، وهو عن أبي بكر بن عبد العزيز غلام الخلال ، وهو أخذ عن أبي المروزي وأولاد الإمام أحمد بن حنبل ( صالح وعبدالله ) وهم أخذوا عن الإمام أحمد بن حنبل ( إمام أهل السنة ) وهو أخذ عن ائمة ومنهم الإمام محمد بن ادريس الشافعي وسفيان بن عيينة وهما عن عمرو بن دينار والإمام مالك بن أنس ، وهو أخذ عن نافع مولى ابن عمر ، وهو أخذ عن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقيه : عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، وهو أخذ عن إمام المتقين محمد صلى الله عليه وسلم 0