الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

خواطر حول الفلسفة الحديثة

خواطر حول الفلسفة الحديثة
مقتطفة من مقالات للمفكر : هاشم صالح
إعداد وتجميع : عبدالله أحمد الباكري
binbakry@hotmail.com

· سنتحدث عن ثلاث محطات هامة في الفكر الفلسفي الحديث وهم : إيمانويل كانت و هيجل وأوجست كونت 0
( إيمانويل كانت )
· أشهر الفلاسفة في العصر الحديث ويقال أنه صاحب الشرارة التي أيقظت أوروبا ، صنع كتابه ( نقد العقل الخالص - عام 1781م ) هزة عنيفة في أوروبا أيقظتها من سبات عميق 0
· يقوم كانت في كتابه بدراسة منهجية للإجابة على الأسئلة التالية :
· 1- ما الذي أستطيع أن أعرفه في هذه الحياة ؟0
· 2- ما الذي أستطيع أن أفعله ؟0
· 3- ما الذي أستطيع أن آمله وأرجوه؟0
· في الواقع أن كانت كان يريد أن يضع حداً لمنهجين فلسفيين سادا في عصره وهما : 1- التيار الدوغمائي الميتافيزيقي ( الديني ) ،، صاحب التعميمات القاطعة الحاسمة التي لا تقبل أي نقاش 0 2- التيار الإرتيابي الشكوكي ( الديكارتي ) الذي لا يثق بأي شيء 0
· هذان التياران أثبتا فشلهما بعد أن انخرطا في مناقشات عقيمة حول أسئلة ميتافيزقية عقيمة لا طائل من وراءها0
· كانت فصل بين الفلسفة والعلوم بعدما كانا مختلطين من سابق وجعل الفلسفة تدور حول العلم وليس العلم يدور حول الفلسفة ،، فأعاد للعلم حقه بعد أن ظل مرتبطاً بآراء الفلسفة وجعل الفلسفة هي المحرك الذي يدفع العلم ويحركه ويطوره بينما لا علاقة لها بالنتائج والحقائق لأن العلم هو من سيكشفها بالتجربة والبرهان لا بالآراء والنقاشات 0
· باختصار : لقد أسس كانت ما يعرف اليوم بـ ( فلسفة العلوم )0
· يقول ميشال فوكو : إن كانت يعلمنا أن التعاطف مع الثورة لا يقل أهمية عن المشاركة فيها مباشرة ،، فالتعاطف مع الثورة وتضحياتها هو علامة لا تخطئ على أنه يوجد في صميم الجنس البشري ميل إلى التقدم الأخلاقي 0
· كان جاك روسو يقول : من كثرة تعودنا على العبودية نفقد حتى الرغبة في التخلص منها0

( هيجل )
· المحطة الثانية في تاريخ الفلسفة هو الأستاذ ( هيجل ) وكتابه ( فينومينولوجيا الروح ) أو ( علم تجليات الروح) 0
· ينبغي أن ندرس كل فلسفة داخل الإطار التاريخي التي ظهرت فيه فالفلسفة بنت عصرها وهدفها هو حل مشكلة العصر 0
· كتب هيغل أيضاً عن ( تاريخ الفلسفة ) وعن ( فلسفة التاريخ ) ففيما يخص ( فلسفة التاريخ ) فهو يرى أن التاريخ ليس عبارة عن فوضى مجانية وإنما هو بتقدير من الله عز وجل 0
· يرى هيجل أن الفيلسوف هو القادر على تفسير معنى التاريخ بشكل استرجاعي أي بعد أن يكون قد حصل وتحقق ،، فأحداث التاريخ المتبعثرة والمتشتتة بحاجة إلى فيلسوف كبير لكي يفهمها ويفسرها ويجد الرابطة الخفية بينها كما أن بإمكان الفيلسوف أن يستشرف المستقبل ويتنبأ بما سيكون بناءً على قراءته للماضي والواقع0

( أوجست كونت )
· أما المحطة الثالثة التي سأتوقف عندها فهي أجوست كونت وكتابه الشهير ( دروس في الفلسفة الوضعية ) وفيه يرى كونت أن المعرفة ليست بحثاً مجانياً وإنما تهدف إلى فائدة البشرية وتقدمها وتحسين أوضاعها 0
· يعتبر اوغست كونت صاحب الفلسفة الوضعية ومفهوم التقدم ويعد رائد العلوم الإجتماعية في الغب بالرغم من اسبقية العلامة العربي المسلم ابن خلدون قبله بعدة قرون0
· كل هذا اللتقدم الذي نراه اليوم هو نتيجة الفلسفة الوضعية التي ازدهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ،، فهذه الفلسفة كانت تعتقد اعتقاداً جازماً بأن العقل والعلم هما اللذان ينبغي أن يحلا محل اللاهوت المسيحي والتواكل0
· الفلسفة الوضعية التي رافقت صعود العصر الصناعي في الغرب كانت تعتقد بأن العلم عليه أن يحل محل الدين كذروة عليا لتشريع المعرفة0
· كان أوغست كونت لا يؤمن بالتقدم فقط وإنما يركز على أهمية الإستقرار والنظام ،، فقد كان مهووساً بمعالجة مسألة الفوضى السياسية والإجتماعية الناتجة عن الثورة الفرنسية ،، كان يريد أن يغلق مرحلة الثورة والتدمير وينتقل إلى مرحلة بناء النظام والتعمير ،، وهنا تكمن لأهميته وعظمته0
· كان كونت يعتقد ان السوسيولوجيا الوضعية ينبغي أن تصالح بين شيئين لكي تستقيم أمور المجتمع : الأول هو التقدم ،، والثاني هو النظام0
· كونت نقل المنهجية التجريبية من ساحة العلوم الفيزيائية لكي يطبقها على المجتمع نفسه ومختلف الظواهر الإنسانية 0
· وبالرغم من التفاوت الكبير بين القوانين الفيزيائية وحركة المجتمع إلا أن كونت كان يعتقد أن البشرية كلها كانت سائرة لا محالة باتجاه المرحلة الوضعية أو العلمية المحضة0
· على الرغم من عبقريته إلا أن صدى نظرياته لم يلق ثماره إلا بعد وفاته مثله مثل غيره من العباقرة والمبدعين !! 0
· كان كونت فقيراً معزولاً واقعاً باستمرار تحت تأنيب زوجته ( كارولين ) التي لم تغفر له فشله المستمر في ترشيح نفسه لمنصب الأستاذية في الجامعة وعندما تعبت منه هربت وتركت له البيت إلا أن الغريب العجيب في أمر هذه المرأة أنها كانت تأتي لحضور دروس زوجها كمستع عادي ،، وهنا يأتي سؤال مهم عنها : هل كانت تفهم في قضايا الفلسفة الشائكة ولديها اهتمام بها أم أن حنينها لهذا الرجل المريض العبقري أكبر من أن يقاوم ؟!!0
· في كل مرة يتقدم فيها كونت إلى أي جامعة فرنسية لكي يصبح بروفيسوراً فيها يقابل طلبه بالرفض ،، وفي كل مرة كان يشعر بالخيبة ويحس بأن قيمته لم تقدر ولم تحترم ولكنه في عام 1843م كان قد حتى منصبه كمصحح للأوراق ،، وهو منصب متواضع ولكنه على الأقل كان يؤمن له مبلغاً من المال 0
· في عام 1844م شهدت حياة هذا الفيلسوف منعطفاً هاماً حيث أنه بعد أن ذهب يؤسس نظاماً سياسياً جديداً يحل محل اللاهوت المسيحي القديم ،، وخلال هذه الفترة ، حصل حادث استثنائي غير مجرى حياته ،، لقد اثر عليه لدرجة أن بعضهم راح يتحدث عن كونت الأول وكونت الثاني !! 0
· إنه حدث عاطفي بحت أو قصة حب عذرية بالكامل ،، فقد التقى صدفة بفتاة تصغره بسبعة عشر عاماً ووقع في حبها بشكل صاعق وكانت إبنة عائلة أرستقراطية وعلى الرغم من أنها كانت ضعيفة الصحة بل ومصابة بمرض خطير إلا أن حبه لها كان جارفاً ويتجاوز كل تفسير !! 0
· لقد أثر هذا الحب الجارف على مجرى تفكيره وفلسفته ففي السابق كان كونت يعتقد أن العلم الوضعي هو الأعلى والأهم بالنسبة للبشرية ،، ولكنه الآن أصبح يضع العاطفة البريئة فوق العلم وفوق العقل بل وفوق كل شيء ،، هذا هو التحول الكبير الذي طرأ على كونت ،، لقد قال لحبيبته : إن كتابي القادم سوف يكون عبارة عن أوبرا ضخمة تعلن الأولوية العليا والإجتماعية للحب الكوني ليس فقط على القوة وإنما أيضاً على العقل 0
· مهما يكن من أمر فإن كونت راح يتخلى عن خط القوة لكي يتبنى خط الحب ،، هذا الحب الكوني الذي يشمل البشرية جمعاء ،، والفضل في ذلك يعود إلى قصة حب شخصية عذراء طرأت على حياة هذا الفيلسوف وهو منهمك في بحوثه الفلسفية الجافة ،، وهكذا أصبح كونت صوفياً يمجد القيم المثالية بعد أن كان مشغولاً فقط بتأسيس الحضارة العلمية التكنولوجية ،، اي حضارة القوة والسيطرة على الطبيعة والبشر ،، ولكن للأسف فإن الحضارة الغربية لم تتبع كونت الثاني بل ظلت متعلقة بكونت الأول بل واعتبرت أن كونت الثاني قد خان كونت الأول 0

( مونتسكيو )

· مفكر عاش في عصر التنوير واخترع نظرية الحكم الحديث القادم على الفصل بين السلطات ،، ولد عام 1682م ، وتوفي عام 1755م عن 66 عاماً وكانت عائلته أرستقراطية غنية 0
· كان مونتسكيو مستنيراً منذ بداية حياته الفكرية ولذلك فقد وقف في وجه التعصب الديني المسيحي السائد في عصره واتبع طريقة التسامح والإنفتاح في التعامل مع الآخرين 0
· يرى مونتسكيو أننا لا نستطيع أن نبني الجديد قبل أن نهدم القديم ولا أن نركب قبل أن نفكك ،، وبالتالي فهدم وتفكيك النظام القديم للحكم المستبد كان الشرط الضروري الأولي لبناء مشروع جديد ،، وهذا ما فعله مونتسكيو في كتابه الضخم الذي خلد اسمه أبد الدهر ( روح القوانين )0
· هكذا نلاحظ أن الفكر يسبق السياسة دائماً فقبل اندلاع الثورة الفرنسية كان الناس والشعب قد تشبعوا بأفكار مونتسكيو وفولتير وروسو 0
· في ( روح القوانين ) نرى أن هذه هي أول مرة في التاريخ يقوم فيها مفكر بدراسة القانون بشكل علمي وموضوعي على هذا النحو الدقيق والمدهش !! 0
· في هذا الكتاب الضخم يقرر مونتسكيو الفصل بين السلطات الثلاث
( السلطة التنفيذية – الحكومة ) و ( السلطة التشريعية – البرلمان ) و ( السلطة القضائية – القضاء ) وهذه هي النظرية السياسية الحديثة التي تسيطر على المجتمعات المتقدمة في الغرب 0
· ينبغي العلم أن هذا الكتاب الذي أصبح دستور الدول المتقدمة تعرض لهجوم ولكن المثقفين وعلى رأسهم دلامبير و ديدرو وروسو وفولتير وسواهم رحبوا فيه أجمل ترحيب ورأوا فيه بداية العصور الحديثة ،، عصور الحرية والعدل والمساواة ولكن بعضهم عاب عليه بعض النزعة المحافظة لأنه يعطي الأولوية في الحكم للطبقة الأرستقراطية ،، وهذا طبيعي لأن مونتسكيو أرستقراطياً ولم تكن أي ثورة قد حققت أي مطلب من مطالب مونتسكيو لأن الثورات الأوروبية جاءت من بعده ولذا يرى محبوه أن هذا الخطأ يغفر في بحر هذا الكتاب الخطير !! 0

( سبينوزا )

· أصل أسرة سبينوزا يهودية أتت إلى هولندا من الأندلس بعد انهيار الحكم الإسلامي فيها على يد المسيحيين المتعصبين الذين ضايقوا اليهود واستولوا على ممتلكاتهم وحقوقهم قسراً بعد أن كانوا ينعمون في أجواء الحرية لدى المسلمين 0
· يرى اسبينوزا أن الأصوليين واللاهوتيين هم أصل أي استبداد0
· سبينوزا كان يعيش في عزلة وقد حرص على عدم نشر أفكاره وآرائه عن الدين إلا أن سمعته قد انتشرت بين الناس بأنه ملحد لا يؤمن بأي دين من الأديان بما فيها الدين اليهودي ،، الذين الذي نشأ فيه ،، وبالطبع فإن سبينوزا لم يكن ملحداً بالمعنى الذي يقصدونه ولكن فهمه للدين كان أكبر من مستوى أناس عصره0
· الباحث الفرنسي ( جان بريبوزييت ) أحد كبار المتخصصين في فلسفة سبينوزا يقول : الشيء المدهش لدى سبينوزا هو تلك الإرادة القوية التي كان يتحلى بها فقد استطاع أن يتحدى المتعصبين من طائفته اليهودية وعلى الرغم من أنهم كفروه بل وحاولوا اغتياله فإنه لم يتراجع عن أفكاره الفلسفية 0
· يقول سبينوزا : المثقف الذي لا ينشق على ذاته ويعلن العصيان على طائفته وانغلاقه الضيق لا يستحق مسمى مثقف أصلاً 0
· متعصبوا اليهودية لا يزالون يكفرونه حتى اللحظة !!! 0
· في عام 1756م أطلق مجلس الحاخامات في هولندا فتوى بتكفير سبينوزا واتهموه فيه بالزندقة ثم حاول أحد المتعصبين قتله بضربة خنجر لكن لحسن الحظ كانت فروة المعطف الذي يرتديه سبينوزا سميكة فلم يتغلغل الخنجر في الجسم بقدر ما سبب لسبينوزا جروحاً غير عميقة ،، وقد احتفظ سبينوزا بهذا المعطف حتى نهاية حياته وكان يريه كل زائر له !!0
· بعد حادثة الإتيال هذه انسحب سبينوزا من الحياة العامة وعاش متوحداً بشكل زاهد ومتقشف ،، وكان يكسب رزقه من صقل النظارات لأن عائلته قد حرمته من الإرث الكبير بسبب فتوى التكفير التي صدرت بحقه ونبذه من قبل الطائفة اليهودية ولولا ذلك لاستطاع أن يعيش حياة الأثرياء المرفهين ولكنه فضل أن يعيش بأفكاره !!0
· غادر مدينته الأصلية لكي ينجو من الأذى والإغتيالات وذهب للعيش في إحدى ضواحي لاهاي والتحق عندئذ بالأوساط الليبرالية المسيحية المستنيرة التي حمته واحتضنته بعد أن توسمت فيه علائم العبقرية لكنه لم يعتنق المسيحية بعد خروجه من اليهودية بالرغم من هالة الحماية التي أحاطته به والتسامح الذي عايشه بأم عينه بل إنه خرج على كل الأديان وراح يتخذ الفلسفة ديناً !! 0
· حاول سبينوزا تفسير التوراة والإنجيل بشكل عقلاني وكان ذلك يعتبر بمثابة العمل الجديد كلياً بالنسبة لتلك الفترة بل كان يعتبر جرأة جنونية لا تكاد تصدق لذلك كفروه ولعنوه من كل الجهات وهنا تكمن محنته ومحنة كل الروا المصابين بمرض نادر : هو حب الحقيقة وكأنها عشيقة !! 0


( شوبنهاور )

· هو فيلسوف التشاؤم الأكبر في العصور الحديثة 0
· كان معاصراً لهيغل بل كان خصمه اللدود ،، ولد شوبنهاور في عام 1788م في عائلة تجارية غنية وكان والده يريد أن يصنع منه تاجراً ثرياً ولكن مواهبه الأدبية والفكرية كانت قد تفتقت مبكراً وردعته عن المضي قدماً في التجارة ،، فبدلاً من أن يصبح تاجراً ثرياً أصبح فيلسوفاً كبيراًً !!0
· الواقع أن ثروته العائلية قد ساعدته في اكتساب المعارف والعلوم وتعليم اللغات من دون أن يكون مضطراً للعمل وكسب الرزق كما حصل لـ هيغل مثلاً وكذلك معظم المفكرين والعلماء فالذين ولدوا في عائلات غنية نادرون في التاريخ ،، معظم المشاهير أبناء فقراء وعائلات متواضعة ولهذا السبب استطاع شوبنهاور منذ نعومة أظافره أن يسافر إلى بلدان أوروبية على هواه كما استطاع أن يتفرغ لتعليم اللغات الأجنبية فأتقن الإنجليزية والفرنسية0
· توفي والده بعد أن سقط من شرف عال وكثرت الأقاويل في سبب موته من أنه كان انزلاقاً عادياً أو كان انتحاراً أو كان قتلاً من زوجته الذي كان بينها وبينه شجار دائم ،، ومن هنا كره شوبنهاور أمه وظل يبغضها طوال حياته !! 0
· بعد وفاة والده انتقل مع أمه إلى فيمار حيث عاشت عيشة الأميرات المثقفات وأنشأت في بيتها صالوناً أدبياً ، ومن الجدير بالذكر أنها كانت مثقفة ثقافة واسعة وكانت كاتبة روائية وقد حققت نجاحاً لا يستهان به وكانت تستقبل كبار أدباء ألمانيا وعلى رأسهم غوته في بيتها وهناك تعرف الصبي شوبنهاور على أديب ألمانيا الكيبر 0
· ذهب شوبنهاور إلى ألمانيا للإستماع إلى الفيلسوف ( فيخته ) وحضور دروسه لأنه كان حينها أهم فيلسوف ألماني خصوصاً بعد وفاة أستاذه ( كانت ) ، وكان فيخته مشهوراً أنه كان خطيباً مفوهاً ، فكتابه ( خطاب موجه إلى الأمة الألمانية ) قد هز النخب السياسية والثقافية هزاً 0
· استقر في برلين وكلف بإعطاء بعض الدروس الفلسفية وأخطأ عندما اختار نفس توقيت هيجل في إلقاء المحاضرات فكان الطلبة يذهبون إلى هيجل بالطبع ويتركون الفيلسوف المبتدئ شوبنهاور وكان هيجل حينها في قمة عطائه وأوج شهرته 0
· أقوال شوبنهاور :
· 1- فيما يخص القسوة لا يقل الإنسان وحشية عن أي نمر أوضبع0
· 2- حياة الإنسان كلها ليست إلا نضالاً مستميتاً من أجل البقاء على قيد الحياة مع يقينه الكامل بأنه سيهزم في النهاية 0

( الفلسفة الأمريكية )
· في بداية القرن العشرين ظهر كتاب ( الفلسفة البراغماتية ) لـ ( وليام جيمس ) عام 1907م وقد ساهم هذا ال كتاب في شهرة هذه الفلسفة وهيمنتها على العقلية الأمريكية ،، وملخص نظرية جيمس هو ( أن قيمة فكرة ما تقاس بمدى فائدتها العملية لا بمدى صحتها أو عدم صحتها ) أي أن ( الحقيقة هي عبارة عن صيروة في حالة الحصول وليست معطىً جاهزاً ولا يمكن التحقق منها إلا بمقدار الرضا الذي تقدمه للفرد )0
· الفيلسوف الأمريكي الآخر الذي أثر على العقلية الأمريكية هو ( جون ديوي 1859 – 1952م) وقد عاش ما يقارب القرن من الزمان ومن أهم كتبه ( الطبيعة البشرية والسلوك ) الصادر عام 1922م ،، وقد اشتهر ديوي داخل مناخ الفلسفة البراغماتية بتشكيل تيار يدعى ( الفلسفة الأدواتية ) وهي فلسفة تعتبر المعرفة بمثابة أداة الممارسة العملية وإلا فلا نفع منها ،، فالفلسفة إذا لم تساعدنا على حل مشاكلنا اليومية أو الحياتية فلا تستحق أي عناء0
· اشتهر ديوي بأنه ( فيلسوف التربية الأمريكية ) فجميع التلاميذ تربوا على نظرياته البيداغوجية التي أثبتت فعاليتها ونجاحها وقد ساهم هذا الفيلسوف الكبير في تأسيس العلوم الإجتماعية الأمريكية والبعض يعتبر نظرياته بمثابة ثورة كوبرنيكية في مجال علم النفس والتربية وقد أولى هذا الفيلسوف الكبير أهمية قصوى للمحيط الإجتماعي الذي ينشأ فيه الطفل أو التلميذ واعتبر أن تأثيره حاسم على تربيته وتشكيل شخصيته0

· ( خواطر في الفلسفة العالمية الحديثة )
· جون رولس مؤلف كتاب ( العزلة ) ينبغي قراءته0
· المفكرين الحقيقيين هم وحدهم الذين يستطيعون التوصل إلى مرحلة بلورة المصطلحات الكبرى التي تضيء بطرفة عين غياهب الظلمات 0
· يرى ( أوليفييه روا ) أن العولمة قد شجعت الحركات الأصولية في العالم 0
· الليبرالية لها مفهومان : إيجابي وسلبي ،، الإيجابي هو الحرية المسؤولة والأخلاقية ويدخل تحت مفهومها مجموعة من المفاهيم مثل إحترام التعددية الفكرية والسياسية وبالتالي الأقليات واحترام حرية الفكر وبالتالي التأليف والنشر والصحافة ،، حرية الإنتخابات ،، التسامح الديني ،، حقوق الإنسان ،، حقوق المرأة 000الخ وكل هذه هي قيم ايجابية بامتياز ،،،، ولكن لها معنى سلبي وربما كاريكاتوري لليبرالية ،، فقد انعكس معناها مؤخراً في الغرب وأصبحت تعني ( العولمة الرأسمالية المتوحشة )0
· الحضارة الإسلامية نفسها كانت ليبرالية انسانية النزعة إبان العصر الذهبي فنحن سبقنا الغرب إلى الليبرالية واحترام حق الفرد في الحرية الفكرية والنقدية باعتبار أن النقد هو الوسيلة الأساسية للتطور والتقدم 0
· وضع المثقفين العرب اليوم يشبه وضع المثقفين الغرب إبان القرنين السابع عشر والثامن عشر ،، ففي ذلك الوقت كان الأصوليون المسيحيون يرعبون فلاسفة التنوير ويخيفونهم حقاً ،، تأمل ما حصل لديكارت وغاليليو وفولتير وروسو وسبينوزا ،، فكان معظمهم إما منفياً أو ملاحقاً من السلطات أو مرعوباً لسبب آخر !! 0